عمالة الأطفال في المستوطنات الاسرائيلية .. الأسباب والحلول !؟
http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2012/03/16/259366.html
رام الله - دنيا الوطن
"طلِعت من المدرسة وعمري 15 سنة, بعرفش أقرى ولا أكتب.. حبيت أطلع أتعلم صنعة ميكانيكي بس ما قدرتش, حالتنا تعيسة.. وبروح اشتغل في المزارع المستوطنات . ويعني واحد بيحط عالعرباية 9 بكس فليفلة بقدرش أدعهن.. بالغصب يعني, الواحد بينجبر اجبار يشتغل. وعندي سبع اخوة , بدي أصرف عليهم"
محمد, 16 عاماً, قرية فصايل في الأغوار الفلسطينية.
انها ليست قصة محمد ابن الستة عشر ربيعاً فقط. بل هي قصة مئات الأطفال في الأغوار الفلسطينية, والاف الاطفال في الضفة الغربية المحتلة. من دفعتهم الحاجة الى أن يكونوا عمالاً في ظروف قاسية جداً في مستوطنات الاحتلال الاسرائيلي, دون رقابة أو اهتمام من الجهات المعنية والمختصة. ودونما وجود خطة وطنية لإنقاذ هؤلاء الاطفال من مستقبل لا يمكن أن يكون زاهراً او حالماً. ناهيك عن الخراب المعنوي والاجتماعي الذي يصيب نفسية الطفل والمجتمع بشكل عام من انعكاس واقع القساوة التي يتعرض لها الاطفال في سن مبكرة.
الطفل بحسب الأمم المتحدة والذي تعتبر دولة الاحتلال الاسرائيلي من الدول الموقعة عليه: هو الذي لم يتجاوز سن الثامنة عشر. وتعتبر اتفاقية حقوق الطفل, القانون الدولي الأول الذي يلزم الدول الأطراف من ناحية قانونية بدمج السلسلة الكاملة لحقوق الإنسان، أي الحقوق المدنية والسياسية، إضافة إلى الحقوق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وهذا ما لم تلتزم به دولة الاحتلال التي تستغل الأطفال في العمل بأجور زهيدة وبظروف عمل قاسية جداً في المستوطنات. وبذلك يتضخ بأن الاحتلال يرتكب جريمة دولية ضد حقوق الطفل في المستوطنات.
وحين الخوض في أسباب هذه الظاهرة فإننا يجب أولاً أن نضع الاحتلال كمسبب رئيسي. فالاحتلال وباستراتيجية ممنهجة يضيق على الفلسطينيين في الأغوار سبل عيشهم. ويمنعهم من الوصول الى مناطق عملهم,ومصادر دخلهم. فاكثر من 90% من سكان الأغوار يعتمدون في دخلهم على الزراعة وتربية الأغنام. وهذا ما استهدفه الاحتلال تماماً من خلال منع المياه من الوصول الى المنازل والمزارع الفلسطينية في الاغوار. كما ويمنع الرعاة من الوصول الى مراعيهم التي تحولت الى مناطق تدريب عسكري واطلاق نار للجيش الاسرائيلي. وكل ذلك يأتي من أجل زيادة العبئ الاقتصادي على الأسرة الفلسطينية في الأغوار. مما يضطر الأسرة الى أي عمل من شأنه زيادة الدخل, والا فإن الخيار الاخر سيكون الرحيل من الأغوار, وهذا بالضبط ما يهدف اليه الاحتلال عبر سياساته العنصرية واللانسانية بحق الفلسطينيين في الأغوار.
كما ولا يمكن أن نتجاهل دور المؤسسات الحكومية والرسمية ومؤسسات المجتمع المدني والوعي المجتمعي المحلي. فبرغم ازدياد أعداد الأطفال العاملين في المستوطنات الاسرائيلية في الأغوار, وبرغم ازديدا نسبة الفقر بشكل كبير. الا أن حلولاً لم ترى النور بعد. إذ نسعى في هذه القضية الى أن يتم وضع استراتيجية وطنية موحدة من كافة الجهات المختصة والمعنية في هذا الشأن. ابتداءاً بوزارة العمل الفلسطينية, ووزارة الشؤون الاجتماعية, مروراً بالمؤسسات المدنية والمجتمع المدني. وليس انتهاءاً بالوعي المجتمعي حول