بقلم: أسامة بشارات
مُنْذُ زَمَنٍ بَعِيدٍ تُعاني المُجتمعات فِي كُلِّ بِقَاعِ الْأَرْضِ مِنْ الْآثَارِ السَّلْبِيَّة لِبَعْض الْآفَات الِاجْتِمَاعِيَّةِ حَيْث أُخِذَتْ هَذِهِ الْآفَاتِ بِالتَّأْثِير أَكْثَر فَأَكْثَرَ فِي ظِلِّ انْتِشَار التكنُلوجيا الحَدِيثَة وَظُهُور "الشّابِكَة" مُنْذ تِسعينيات القَرْنِ الماضِي وَحَتَّى الْيَوْم عَلَى كُلِّ فئات الْمُجْتَمَع وَخَاصَّة الْأَطْفَال بِمُتختلف مَراحِلهم العُمرِية، حَيْثُ اُعْتُبِرَ هَذَا التَّأَثُّر الشَّدِيد بالآفات الاجْتِمَاعِيَّة كَافَّة "وباء اجتماعي" يُؤَثِّر سَلْبًا عَلَى تَطَوُّرٍ وَرِقِي وَتَقَدَّم أَي مُجْتَمِعٍ مِنْ الْمُجْتَمَعات .
فِلسطينيا كَسَائِر الشُّعُوب انْعَكَسَتْ هَذِهِ الْآفَاتِ سَلْبًا عَلَى اطفالنا خَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّق بإستخدام التكنُلوجيا الحَدِيثَة الَّتِي وفَرتها الأَجْهِزَة الذَّكِيَّة وشبكات التَّوَاصُل عَبَّر "الشابكة" الَّتِي أَصْبَحَتْ تُشْكِل الْوَبَاء الْأَوَّلِ مِنْ حَيْثُ الْإِدْمَانَ عَلَى الِاسْتِخْدَامِ وَمُطَالَعَة المحتوى السَلبي ، لِمَا لِهَذَا مِنْ انْعِكَاسَات سَلْبِيَّة عَلَى أَدَاءِ وثقافة وَتَرْبِيَة الطِّفْل .
أَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ الآثَارِ السَّلْبِيَّة لِلْآفَات الاجْتِمَاعِيَّة وَالإلِكتْرُونِيَّة فِي ظِلِّ وَبائِي "الاحْتِلاَل وكورونا" يُشْكِل إضَافَة نَوْعَيْه لِأَثَر هَذِهِ الْآفَاتِ فِلسطينِيا ، حَيْث يُشْكِل هَذَيْن الوبائين أَرْضِيَّة مُنَاسَبَة لِانْتِشَار مُخْتَلَفٌ الْآفَات الاجْتِمَاعِيَّة مَعَ الِانْتِشَارِ الْكَبِير للاجهزة الذَّكِيَّة وَوَسَائِل التَّوَاصُل "والشابِكة"ومن هُنَا يَأْتِي دُور المُجتَمع بشكل عَام فِي وَضْعِ أَلْيَات وَوَسَائِل وَاضِحَة لِمُكافَحَة هَذِهِ الْآفَاتِ وَسُبِّل الْحَدّ مِنْهَا بِكُلِّ الوَسَائِلِ الْمُمْكِنَةِ والمتاحة .
أَن دور الْأَسرة بِالدَّرَجَةِ الأُولَى هو مِفْتَاح الْحَل الَّذِي يَقُود إلَى الْقَضَاءِ عَلَى هَذِهِ الْآفَاتِ وَالْحَد مِنْ انْتِشَارِهَا مِنْ خِلَالِ التَّوْعِيَة والرقابة الْمُسْتَمِرَّة وتعزيز الثِّقَة مَا بَيْنَ الْأَسِرَّة وَالطِّفْل ويشْكِل بِدَايَة نَاجِحَة لِلْقَضَاءِ عَلَى هَذِهِ الْآفَاتِ بِالْإِضَافَةِ إلَى التَّعَاوُنِ الْمُسْتَمِرّ مَا بَيْنَ الْأَسِرَّة وَالْمَدْرَسَة وَالْمُؤَسَّسَات ذَات الْعِلَاقَةِ مِنْ أَجْلِ نَشَر ثَقَافَة عَامَّة تُسهم فِي نَشْرِ الوَعْيِ المجتمعي حَوْل مَخاطِر الْآفَات الاجْتِمَاعِيَّة وَالإلِكتْرُونِيَّة وَسُبِّل الْحَدّ مِنها.
الْحَدِيثِ عَنْ سُبُلِ الْحَدِّ مِنْ انْتِشَارِ الْآفَات الاجْتِمَاعِيَّة وَالإلِكتْرُونِيَّة كَثِير وَكَبِير وبحاجة إلَى حَلَقَات مُتَتالِيَة وجاهية وكتابية ونشرات تَوعوية مُجتَمعية يُساهِمُ فِيها كُلُّ أَفْرَادِ الْمُجْتَمَعِ مِنْ الْأَسِرَّة إلَى الْمُؤَسَّسَات الْأَهْلِيَّة والرسمية حَتَّى نَسْتَطِيع أَنْ نُسهم في مُكافَحة هَذِهِ الْآفَاتِ الَّتِي تُؤَثِّرُ سَلْبًا عَلَى نُمُوِّ الطِّفْل وثقافتة وَتَرْبِيَتِه وَمُسْتَقْبَلُه وبالتالي تُؤَثِّر بِشَكْل كَبِيرٍ عَلَى اهتماماته وَفِي مُقَدِّمَتِهَا ثَقَافَتُه الوَطَنِيَّة وَمُشَارَكَتُه المجتمعية وَقَتْل رَوْحٌ التَّطَوُّع وَالْعَطَاء .
أَنَّ الْمُتَابَعَة اليَوْمِيَّة ودمج الطِّفْل فِي الْمُشَارَكَةِ الأسرية وَتَحْدِيد مَوَاعِيد مُحَدَّدَة لِاسْتِخْدَام الأَجْهِزَة الذَّكِيَّة والمُساهمة فِي اخْتِيَارِ الْأَصْدِقَاء وَعَدَم تَرَك الطفل فِي خَلَوَات طَوِيلَة مَعَ نَفْسِهِ أَوْ مَعَ رِفَاقِه وَمِلْء حَيَاتِه بالايجابية وَالرُّوح المرحة وَبَثّ رَوْحٌ الْأَمَل وَالتَّفَاؤُل وَالْعَمَل وَفْق مَنْظُومَة اِجْتِمَاعِيَّةٌ سَلِيمَة بِالْإِضَافَةِ إلَى كُلِّ مَا يُمْكِنُ اكْتِسَابُهُ مِنْ إيجَابِيَّة جراءالاستخدام الْأَمْثَل للجهزة الذَّكِيَّة وَوَسَائِل التَّوَاصُل وتَوفير بِيئَة آمِنَة وَصَادِقَة تُشْكِل حَاضِنَة اساسية لِبِنَاء وتنشأة اِجْتِمَاعِيَّة ووطَنية سَليمة تؤسس لِبِنَاء إنْسَان قَادِر عَلَى الْبَذْلِ وَالْعَطَاءُ وَالتَّفْكِير الْإِيجَابِيّ وبالتالي الْحَدِّ مِنْ تَأْثِيرِ الْآفَات الاجْتِمَاعِيَّة والإكترونية وشَبكات التَّوَاصُل وَغَيْرِهَا مِنْ وَسَائِلِ التَّوَاصُل الحَدِيثَة .