بقلم.أسامة بشارات
المُتحدث الإعلامي/رئيس التحرير.
لَم يُعْطِي الْكَثِيرُون أَهَمِّيَّة لِانْتِشَار فايروس كورونا مُنْذ الإعْلان عَنْ اكتشافه فِي الصِّين وَلَم يتَوَقَّع أَحَدٌ أن تَصِل ذُرْوَتَه إلَى مَا وَصَلَتْ إلَيْهِ مِنْ حَيْثُ سُرْعَة الِانْتِشَار فِي الغالبية الْعُظْمَى مِن دُوَل الْعَالِم ولا الِانْتِقَال السَّرِيع مِنْ شَخْصٍ لِآخَرَ لِكَثِيرٍ مِنْ التَّأْوِيلَاتِ الَّتِي رافقته .
وَمَع بِدَايَة اِنْتِشَاره رَكَّز مُعْظَم خُبَرَاء التَّوْعِيَة فِي الْعَالَمِ عَلَى أَنَّ انْتِشَار الفايروس يُأثر بِشَكْل كَبِير عَلَى فئة كِبار السِّنّ وَأَصْحَاب الْأَمْرَاضِ الْمُزْمِنَةِ وَهَذَا مَا حَدَثَ وَلَكِن سُرْعَانَ مَا انْتَقَلَ لمختلف الفئات الْعُمَرِيَّةِ الَّتِي تُخَالِط الْمُصابِين .
وَيَوْمًا بَعْدَ يَوْمٍ وبتسارع كَبير أَصْبَح للفايروس تداعيات كَثِيرَة وخطيرة لَيْسَتْ عَلَى مُسْتَوَى الْوِقَايَة وَالْعِلَاج فَحَسْب ، بَلْ عَلَى مُسْتَوَى التَّأْثِير النَّفْسِيّ والاجتماعي وبشكل خَاصٍّ عَلَى الْأَطْفَالِ ، حَيْث تَعَرَّض وَمَا زَالَ عَدَد مِنْ الْأَطْفَالِ إلَى الْإِصَابَة بالفايروس وَأَثَر بِشَكْل كَبِيرٍ عَلَى الْأَطْفَال الَّذِين حَدَثَت إِصابات لِأَحَد أَفْرَاد أَسَرَهُم أو في مُحيطِهم .
الْيَوْمَ وَقَدْ مَضَى عَلَى انْتِشَار فايروس كورونا فَترة مِنَ الزَمن أَصْبَحَ مِنْ الضَّرورِيِّ الْعَمَل عَلَى تَنْفِيذ مَجموعة مٍنَ المُبادَرات لِلتَّخْفِيفِ مِنْ العبئ النَّفْسِيّ والاجتماعي عَلَى مُخْتَلَفٌ أَفْرَادِ الأُسْرَةِ وبالتحديد عَلَى الْأَطْفَالِ ، لَيْسَ هَذَا فَحَسْبُ بَلْ مِنْ الضَّرُورِيِّ أَنْ يُبادِر كُلُّ مَنْ يَسْتَطِيع أفراد ومؤسسات الى تَبَنّي مُبادرات تَطوعية إرْشَادِيَّة لِلْحَدّ مِن تداعيات إنتِشار الفايروس الْخَطِير .
وَيُمْكِن اتِّباع سِلْسِلَة خُطُوَات مِنْ الْمُمْكِنِ أَنْ تُسهم فِي تَعْزِيز القدرات الذَّاتِيَّة والمهنية لِأَيّ مُتَطَوِّعٌ يَسْتَطِيع التَّعَامُلَ مَعَ الْأَطْفَال وَذَلِكَ مِنْ خِلَالِ التَّمْكِين الذَّاتِيّ لِلْمُتَطَوِّع والتعرف عَلَى الفايروس وَآثَاره وَسُبل الْوِقَايَة مِنْه وَالْأَهَمّ مِنْ ذَلِكَ الْقُدْرَةِ عَلَى التَّعَامُلِ مَعَ الْأَطْفَالِ مِنْ خِلَالِ الْوَسَائِل التربوية والترفيهية الَّتي تسهم فِي التَّخْفِيفِ مِنْ الاعباء والضغوط النَّفْسِيَّة والاجْتِماعِيَّة النَّاجِمَة عَنْ هَذَا انْتِشَار الفايروس .
حَتَّى الْآنَ لَمْ يَتِمَّ الْكَشْفِ عَنْ عِلَاج مُحَدَّد لِلْحَدِّ مِنِ انْتِشَار الْمَرَض وَلَكِنْ كُل مَا نَشَر مِنْ تَوْجِيهَات وإرشادات مِنْ جِهَاتِ الِاخْتِصَاصِ فِي الْعَالَمِ يُشِيرُ إلَى أَنَّهُ مِنْ الْمُمْكِنِ الْوِقَايَة مِنَ الفايروس مِنْ خِلَالِ عَدَمِ الِاخْتِلَاطِ وَالنَّظَافَة الشَّخْصِيَّة وَنَظَافَة البِيئَة الْمُحِيطَة بِشَكْل أَسَاسِيٌّ .
لَقَد شَكْل فايروس كورونا تَحَوَّل كَبِير جداً فِي اهتمامات الدُّوَل وَالْإِفْرَاد وَالْمُؤَسَّسَات وأولوياتهم فِي الْحَد مِنْ انْتِشَارِ الفايروس وتداعياته عَلَى الْمُسْتَوَى الاقْتِصَادِيّ والاجتماعي بشَكْلٍ عَامٍّ وَهَذَا مَا انْعَكَس بِشَكْل مُبَاشِرٌ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ جَمْعَاء ، لِذَلِكَ لَا بُدَّ مِنْ المَزيد مِنَ الْمُبَادَرَات والحَمَلات الرسمِية وَالتَّطَوُّعية لِوَضْع حَدّ لتأثيرات هَذَا الفايروس خَاصَّةً عَلَى الْأَطْفَالِ وَهَذَا يَتَطَلَّب بِالْإِضَافَةِ لِمَا سَبَقَ ذِكْرُهُ مِنْ مبادرات وَتَنْمِيَة قُدُرات وَمَعَارِف وَأَسَالِيب تَرْبَوِيَّة وترفيهية للتعامل مع الاطفال نَشَر ثَقَافَةٌ مُقَاوَمَة الْوَبَاء بشكل مُستَمر وَالْعَمَلُ عَلَى تهْيِئَة الْأَطْفَال لِتعزيز مُمَارَسَة السُّلُوك الاجْتِمَاعِيّ الايجابي بالتباعد وَعَدَم الْمُخَالَطَة وَالنَّظَافَة الشَّخْصِيَّة وَاسْتِخْدَام وَاقِي الْيَدَيْن وكمامة الوجه وَأَنْ تَكُونَ بِمَثَابَةِ سُلُوك اِعْتِيادِي يَتِمّ ممارسته بِشَكْل طَبِيعِيٌّ مِنْ أَجْلِ أن تَسْتَمِرّ الْحَيَاة بِلَا فايروس سَوَاءٌ كَان كورونا أَوْ غَيْرِهِ .
صَحِيحٌ إنْ هُنَاكَ وَقْتَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَغْرِقُه الْإِنْسَان للتفكير فِي تداعيات مَا يَحْصُل عَلَى مُخْتَلَفٌ الصُعد وَلَكِن الِإسْتِمْرَار وَالْبَقَاء بِصِحَّة وَسَلَامُه دُون ضَغُوط وأعباء نَفْسِيَّة وَاجْتِماعِيَّة يَتَطَلَّب أَنْ نَكُونَ مؤهلين للتَجاوب والتَعايُش مَع انْتِشَار الْمَرَضِ ومُقاوَمته بِمَا لَا يُؤَثِّرُ عَلَيْنَا وَلَا يَنْعَكِسُ عَلَى اطفالنا وَبَدَلًا مِنْ أَنَّ نَكُونَ مساعدين ومساندين لأطفالنا نَكون عبئاً عليهم ورُبما نُعَزز الضَرر الناجِم عن إنتشار الفايروس.