اعتقال القاصرين - حديث القدس

< يكاد لا يخلو بيت فلسطيني واحد لم يذق احد أبنائه مرارة السجن أو الاعتقال ويقدر عدد الذين دخلوا السجون الاسرائيلية بمئات الآلاف، ويخوض الاسرى في هذه الأيام إضراباً شاملاً احتجاجاً على الاجراءات العقابية ضدهم وحرمانهم من ابسط حقوقهم التي كفلتها القوانين الانسانية والمعاهدات الدولية ويقف شعبنا بكل فئاته مع ابنائنا وبناتنا الاسرى ويحاولون بكل جهد التعبير عن التضامن معهم ومع عائلاتهم وايصال مطالبهم الى مسامع العالم كله.

الا ان هناك جانبا آخر يبدو أكثر مأساوية وهو يتعلق باعتقال القاصرين ومحاكمتهم وقد وافقت المحاكم الاسرائيلية هذه الايام فقط على اعتبار القاصر من هو دون الثامنة عشرة من عمره، وكانت حتى هذا التاريخ تعتبر من تقل اعمارهم عن 15 عاما قاصرين فقط. وتؤكد منظمات حقوق الانسان ان ما يزيد عن 700 قاصر يتم اعتقالهم سنويا ويقدمون للمحاكمة، وهذه الخطوة الاسرائيلية تأخرت كثيرا وكانت تخالف في تقدير عمر القاصر كل الشرائع والقوانين بما في ذلك القانون الاسرائيلي نفسه وان تجيء الخطوة متأخرة خير من الا تجيء ابداً.

الا ان تعديل عمر القاصر لا يحل الا جزءاً من المشكلة كما تؤكد منظمات حقوق الانسان، وحسب باحثة في مؤسسة «بتسيلم» الاسرائيلية فإن الاوضاع ما تزال معقدة بالنسبة للتعامل مع القاصرين اذ لا تتوفر اجراءات خاصة من حيث اسلوب الاعتقال والمرحلة اللاحقة، وتبين التناقض في المواقف حيث تحاول المحاكم داخل اسرائيل بكل الوسائل الممكنة منع تواجد القاصرين في السجون فان السجن والاعتقال هما السياسة الاسرائيلية الوحيدة المتبعة في المناطق الفلسطينية.

ان هذه قضية هامة ولا بد من متابعتها والعمل بكل الوسائل والضغوط الحقوقية والقانونية، لوقف اية ممارسات تسيء للقاصرين او تنقص من حقوقهم وان كنا نهتم بقضية الاسرى فلا يجب ان يغيب موضوع القاصرين عن تفكيرنا.

جوائز نوبل ومأزق التعليم العربي

لا يختلف اثنان ان التعليم هو احد الاسس القوية التي يقوم عليها تطور أية أمة وتقدمها خاصة ونحن في القرن الواحد والعشرين عصر التكنولوجيا والابداع العلمي، وحيث نرى نماذج للنجاح او التخلف على ضوء الواقع التعليمي والعلمي لهذا البلد او ذاك.

والواقع المؤسف ان مستوى التعليم في عالمنا العربي متخلف ومؤسف للغاية وحتى الجامعات العربية كلها لا تدخل في التصنيفات الاولى للجامعات على مستوى العالم هذا الواقع لا يعبر الا عن البيئة العامة التعليمية وقد رأينا نماذج مشرفة للانسان العربي وناجحة نجاحاً ساحقاً متى توفرت الظروف كما هي الحال في نموذج د.احمد زويل الذي اكد هو نفسه انه لو ظل في بلده مصر لاصبح استاذا او معيدا في احدى الجامعات وقد حصل على جائزة نوبل بعد توفر الشروط المناسبة داخل الولايات المتحدة .

يقودنا الى هذا الكلام حصول العالم الاسرائيلي دانيال شيختمان على جائزة نوبل للكيمياء هذا العام ليكون عاشر اسرائيلي يحصل على هذه الجائزة في المجالات المختلفة وقد اقتصرت الجائزة في الادب وليس في العلم، على الروائي الكبير المرحوم نجيب محفوظ الذي حاول البعض اغتياله بسبب الرواية نفسها التي مكنته من الحصول على جائزة نوبل في الادب.

ان كثيرين يتحدثون عن ضرورة تطوير أساليب التعليم في العالم العربي وتنعقد مؤتمرات وندوات وورشات عمل كثيرة، ولكن الاوضاع لم تتغير كثيراً ومع معرفتنا بأن جائزة نوبل في الادب خصوصا، تكون متأثرة بالاجواء السياسية الا انها في المجالات العلمية تكون علمية بحتة، وهي احد مقاييس التقدم والتطور في العلم والتعليم ومن الواضح أننا متأخرون جدا وينعكس هذا الواقع على اوضاعنا العامة وتحولنا الى امة مستهلكة للتكنولوجيا وبعيدة عن انتاجها.

ان اردنا اللحاق بالركب العالمي لا بد من ثورة جذرية في أساليب وحريات التعليم والبحث العلمي وتخصيص الاموال اللازمة لذلك، وبالتالي تطوير المفاهيم والعلاقات وتطور المجتمع وبناء قوته

http://www.alquds.com/news/article/view/id/299783
ذكرى استشهاد ياسر عرفات

حكمــــــــة اليــــــــــــوم

عالم الأشبال
Developed by MONGID DESIGNS جميع الحقوق محفوظة لـمؤسسة الأشبال والزهرات © 2024