نابلس/PNN- لا تختلف معاناة الأسرى الأطفال في السجون الإسرائيلية عن معاناة نظرائهم البالغين، فمن الإهمال الطبي مرورا بالمنع من زيارة الأهل وليس انتهاء بالحرمان من إكمال التعليم كلها مسميات مختلفة لنتيجة واحدة تصب في نهاية المطاف في إطار الضغط النفسي والجسدي على الأسير بصرف النظر عن عمره صغيرا كان أم كبيرا.
مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان استعرضت في تقرير لها قصة الأسير الطفل إسماعيل تركي محمد عوكل من البلدة القديمة في نابلس الذي لم يتجاوز عمره الـ (16 عاما) يوم أن اعتقه الاحتلال من على حاجز حوارة قبل حوالي العام.
وقالت أم رسمي والدة الأسير عوكل أن ابنها (المولود بتاريخ 12/9/1994) اضطر إلى ترك مقاعد الدارسة وهو في بداية المرحلة الإعدادية والعمل في احد مطاعم نابلس من اجل أن يعيل والدته وشقيقته بعد وفاة شقيقهم الأكبر (رسمي) قبل حوالي ست سنوات، ليصبح إسماعيل المعيل الوحيد للأسرة.
دهس وضرب
وتضيف أم رسمي: "في إحدى المرات وبتاريخ 10/8/2002 كان إسماعيل يلعب الكرة أثناء إحدى الاجتياحات الإسرائيلية لمدينة نابلس مع مجموعة من الأطفال بالقرب من دخلة طولكرم في المدينة، وخلال ذلك تعرض جنود الاحتلال للرشق بالحجارة من قبل مجموعة من الفتيان، عندها قامت دورية إسرائيلية بمطاردتهم ومن ثم صدمت بشكل متعمد إسماعيل لاعتقادهم انه احد المشاركين بإلقاء الحجارة".
وتؤكد الوالدة للتضامن الدولي على أن جنود الاحتلال لم يكتفوا بصدم ابنها بمركبتهم بل انهالوا عليه بالضرب بأعقاب البنادق، وهو الأمر الذي أدى إلى إصابة إسماعيل بحالة غيبوبة مكث على إثرها أكثر من أسبوع في مستشفى رفيديا في نابلس.
ويشير احمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن الدولي إلى أن إسماعيل أصيب بسبب الدهس والضرب بكسر في الجمجمة نجم عنه نزيف داخلي وتحطم في الأسنان الأمامية وأوجاع في منطقة الظهر، هذا بالإضافة إلى حدوث ضعف في شبكية العين نجم عنها فقدان أكثر من 70% من القدرة على الإبصار.
الاعتقال واستمرار الأوجاع
ويتابع البيتاوي: "بعد حوالي ثماني سنوات من هذه الإصابة وبتاريخ 27/6/2010 اعتقل جنود الاحتلال الطفل إسماعيل من على حاجز حوارة الإسرائيلي واقتادوه إلى سجن مجدو، ليصدر بعد ذلك بحقه حكم بالسجن لمدة (20) شهرا".
وأفاد البيتاوي أن عوكل لا يزال يعاني حتى اليوم من تبعات حادث الدهس، حيث فقد القدرة على الإبصار في عينه اليسرى بشكل كامل، كما أن عينه اليمنى يشعر بضعف وألم بها وهي معرضة لان تلحق بأختها اليسرى في حال لم يقدم لعوكل العلاج العاجل.
ولفت الباحث في التضامن الدولي إلى أن عوكل تقدم من خلال الموجه العام للقسم بعدة طلبات لعيادة سجن مجدو من اجل القيام بالفحوصات الطبية اللازمة وتقديم العلاج المطلوب وتركيب نظارة خاصة، إلا أن هذه الطلبات قوبلت بالمماطلة وعدم الاكتراث.
فوق الكوم
وعد البيتاوي مشكلة صحية أخرى يعاني منها عوكل وهي أوجاع شديدة في الرجل اليسرى نتيجة تقلص في العظام بسبب حروق كان قد أصيب به عوكل وهو طفل.
كما تمنع إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية والدة الأسير إسماعيل عوكل من زيارة ابنها منذ اليوم لاعتقاله بحجة الرفض الأمني، بالرغم من كونها تعاني من صعوبة في الحركة.
وناشدت والدة الأسير عوكل المؤسسات الحقوقية عامة والتي تُعنى بشؤون الأسرى الأطفال على وجه الخصوص بضرورة إعطاء قضية ابنها الأولوية في المتابعة والمساعدة والعمل على إطلاق سراحه بكل السبل قبل أن يفقد القدرة على الإبصار في حال استمر الاحتلال بسياستها الاهمالية.
ويُعتبر اعتقال الأطفال في السجون الإسرائيلية أمر مخالف للقوانين والمواثيق الدولي التي تنص على احتجاز الأطفال في إصلاحيات تأهيلية وليس سجون وفق شروط وقواعد عديدة.