فتح ميديا - القدس المحتلة - وثقت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، اعتقال أكثر من 80 طفلا مقدسيا على يد سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري.
واتهم المركز في تقرير أصدره اليوم الأربعاء، سلطات الاحتلال بتصعيد انتهاكاتها بحق الأطفال والفتية المقدسيين القاصرين من خلال تكثيف حملات الدهم والاعتقال والتنكيل وفرض الإقامة المنزلية الجبرية، والإبعاد عن المسكن.
وأضاف التقرير أن العشرات من هؤلاء الأطفال كانوا عرضة لهذه الانتهاكات منذ مطلع العام الحالي كان آخرها اعتقال 9 أطفال في بلدة سلوان، واختطافهم من قبل عناصر من وحدات المستعربين وتعرضهم بالضرب والتنكيل والترهيب.
وأورد التقرير إفادات عدد من هؤلاء الأطفال التي كشفت عن سوء ما يتعرضون له خلال اعتقالهم والتحقيق معهم قبل أن يطلق سراحهم ويتم وضعهم في الإقامة المنزلية الجبرية.
ولفت التقرير إلى أن أكثر من 80 طفلا وفتى غالبيتهم من سلوان ورأس العمود والعيسوية ومخيم شعفاط والبلدة القديمة تعرضوا للحجز والاعتقال، من بينهم أكثر من 40 حالة اعتقال أو حجز لأطفال من سلوان وحدها.
وأشار إلى أن هؤلاء استجوبوا في أقسام الشرطة الإسرائيلية بتهم رجم الجنود والمستوطنين بالحجارة، إضافة إلى العديد من الأطفال والشبان الذين أخضعوا للاستجواب الميداني من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية، وتعرضوا لاعتداءات عنيفة بالضرب من قبل عناصر الشرطة.
وأكد التقرير أن المستوطنين وحراسهم يشاركون في عمليات الاعتقال العنيف للأطفال والفتية خاصة في سلوان، سواء خلال تنفيذ عمليات الاعتقال، أو بعد احتجازهم ونقلهم إلى مراكز الشرطة في البلدة القديمة، ومركز شرطة المسكوبية.
وأشار التقرير إلى أن عمليات الاحتجاز والاعتقال التي تتراوح ما بين 24 ساعة إلى أسبوع تنتهي بالأطفال إلى الحبس المنزلي لمدد متفاوتة أو الإبعاد عن المسكن، ما يمثل خرقا آخر لحقوق هؤلاء الأطفال، في وقت اشتكى أهالي الأطفال من نوبات الخوف والفزع والتبول اللاإرادي التي أصابت أولادهم بعد إطلاق سراحهم.
وفي روايته لما جرى، أفاد الطفل زيتون في حديث لوحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية أن جنود الاحتلال داهموا منزل جده المجاور لمنزله ابرنويك زيتون ، واعتقلوا عمه عمران زيتون 16عاما، في حين ترك الجنود له مذكرة استدعاء للحضور في الساعة الثامنة والنصف للمسكوبية.
وأضاف أنه ذهب مع والده إلى هناك ودخل لغرفة التحقيق لمدة ساعتين، بتهمة رشق حجارة في يوم الجمعة، وبعد انتهاء التحقيق وقّع والده على كفالة مالية بقيمة 3000 شيقل، مشيرا إلى أنه تعرض للاستدعاء للتحقيق ثلاث مرات منذ مدة عام تقريبا.
وفي السياق ذاته، ذكر الطفلان حسن (14 عاما)، ويزن (13 عاما) الرويضي لمركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية، أنهما اعتقالا من قبل مستعربين بينما كانا بالشارع في يوم 25/1/2011، وأشار حسن إلى انه تعرض لعملية تنكيل وضرب من قبل المستعربين قبل أن يتم نقله إلى مركز التحقيق في المسكوبية.
وأكد الطفل حسن أن المحقق تحايل عليه عندما جعله يشاهد شقيقه يزن يقف في خارج غرفة التحقيق، ليبلغه بأن شقيقه اعترف عليه برشق الحجارة، ولذلك اعترف برشق الحجارة على بيت المستوطن عاموس في حي وادي حلوة، وبعد إطلاق سراحه هو وشقيقه علم بما تعرض له من خداع.
وأشار إلى أنه توجه في اليوم التالي لمحكمة الصلح بناء على طلب المحقق، وحكم عليه وشقيقه بالسجن المنزلي لمدة عشرة أيام، ودفع غرامة مالية قيمتها 500 شيقل لكل منهما، وفرض كفالة مالية بقيمة ألفي شيقل على كل منهما.
مشاركة |