الصحة النفسية لأطفال المخيمات اضطراب وقلق وصعوبات

كتب الكاتب اليهودي داني روبنشتاين شارحاً حالة الفلسطينيين في أحد كتبه: «إن أفراد كل شعب في العالم تعيش نفوسهم في مكان ما. أما بالنسبة لأفراد الشعب الفلسطيني، فالمكان الفلسطيني هو الذي يعيش في نفوسهم». وتحت عنوان «أطفال النكبة» صدر كتاب بالانكليزية عن دار غارنت البريطانية، في طبعة أولى، 2010، للمهندس والباحث الفلسطيني جمال كريّم كنج، الذي يعمل في مجال إدارة البنية التحتية المائية، وله دراسات ومقالات في مجلة «سياسات الشرق الأوسط» الأميركية. يحتوي الكتاب على سرد توثيقي لمأساة اللاجئين الفلسطينيين الارتحالية من فلسطين إلى مخيماتهم في لبنان وإلى الولايات المتحدة الأميركية، محاولاً أن يجيب عن السؤال: ما الذي يدفع الإنسان الشريف إلى حمل السلاح، ليصبح «مقاتلاً في سبيل الحرية» أو «إرهابياً» بنظر الإسرائيليين وحلفائهم؟
يركز الكتاب على نموذج مخيم نهر البارد، عارضاً مسار تاريخه منذ التأسيس، ومتناولاً مشاكله الحقوقية والعقارية والتجارية والاجتماعية والإنمائية، وتحولاته الديموغرافية منذ تأسيسه العام 1949 على يد هيئة جمعيات الهلال الأحمر (L R C S) لنقل اللاجئين الفلسطينيين من الجنوب والبقاع إلى منطقة نهر البارد قرب طرابلس، لأسباب أمنية قبل أي شيء آخر.
وبالموازاة مع السرد الشخصي لسيرة الكاتب (وهو من مواليد مخيم نهر البارد عام 1958، وانتقل إلى الولايات المتحدة عام 1977) فإن الكتاب يوثق قصة تاريخ هذا المخيم وصولاً إلى معركة الجيش اللبناني مع فتح الإسلام فيه العام 2007.
لغة الكتاب الإنكليزية واضحة وسلسة وتقدم إحاطة معلوماتية وافرة بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في نهر البارد وبقضاياهم الحقوقية والمعيشية، لكن، مع إغفال التركيز وتجنب التناول، للمخيمات الفلسطينية الأخرى في صور وصيدا وبيروت والبقاع، حيث كان ينبغي إبراز التباينات الديموغرافية ـ الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، والتي كان يفترض بالكاتب أن يتناولها كي يكتمل المشهد السردي.