بقلم أسامة بشارات/ المُتحدث الإعلامي
مُنْذ مَطْلَع الشَّهْرِ الثَّالِثِ مِنْ الْعَامِّ الْحَالِيّ حَلّ وَبَاء كورونا ضَيْفًا ثَقيلُ الظِّلِّ غَرِيب الْمَعَالِم وَالْمُنْشَأ لَهُ مِنْ الْإِضْرَارِ عَلَى الْبَشَرِيَّةِ ما يكفي لِأَنّ يُطْلَقُ عَلَيْهِ وَبَاءُ أَوْ جَائِحَةَ أَوْ كِلَاهُمَا .
أطفالنا أشبالاً وزهرات كَبَاقِي سُكَّان الْأَرْض عَانوا وما زالوا مِنَ انْتِشَارِ هَذَا الْوَبَاء خَاصَّةً فِي ظِل عَدَمِ انْتِظَامٍ مسيرتهم التعليمية وَمَا نَتَجَ عَنْهَا مِنْ عَطَّلَه مدرسية طَارِئَة.
أطفالنا أشبالاً وزهرات يَقضون العُطْلَة الصيفية فِي الْبُيوتِ وَمَن الطَّبِيعِيّ بَعْدَ كُلُّ الْأَشْهُرِ الْمَاضِيَةِ أَنَّ يَكُونَ قَدْ تُشْكِلُ لَدَيْهِم الْكثِير مِنْ الْإِضْرَارِ عَلَى الْمُسْتَوَى النَّفْسِيّ والاجتماعي وَمَا زَالَ ، وَقَد تُحَدِّثُنَا قَبْلَ ذَلِكَ عَنْ الْكَثِيرِ مِنْ الْوَسَائِلِ الَّتي تُحَدّ مِنْ هَذِهِ الْآثَارِ وَاَلَّتِي مَنْ أَهَمِّهَا تَوْزِيع الْوَقْت وَاللَّعِب والتحفيز عَلَى الْإِبْدَاع وَتَنْمِيَة الْمَوَاهِب وَغَيْرِهَا حَسَب اسْتِطَاعَت كُلّ عَائِلَة وَالْوَسَائِل المتاحة لاستخدامها .
الْيَوْم وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ أكْثِرَ مِنْ شَهْرَيْنِ أَوْ لِعَوْدِه الْمَدَارِس فَلَا بُدَّ لَنَا بِأَنْ نَحْرِص عَلَى تَوْفِير جَوّ مُنَاسِبٌ لِقَضَاء الْأَطْفَال وَقْتِهِم فِي ظِلِّ العُطْلَة الصَّيْفِيَّة خَاصَّةً وَأَنَّ العَدِيدِ مِنَ الْمُؤَسَّسَاتِ الرَّسْمِيَّة وَالْأَهْلِيَّة وَاَلَّتِي تَنَظَّم مُخَيَّمَات ومعسكرات وأنشِطة صَيفِية تَعَكَّف عَلَى عَدَمِ تنظيمها بِسَبَب انْتِشَار الْوَبَاء ولهذا نُقدم مجموعة المُقترحات التي قَد تُسهِم في التَخفيف من أي مُضاعَفات على الأطفال جراء ذلك.
أَوَّلًا تَحْدِيدٌ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ من كُل اسبوع مِنْ قِبَلِ الْأَهْل لِقَضَاء وَقْت تَرْفِيهِي ضَمِن بَرْنَامَج عَائِلِيّ مَعَ أَخْذِ كُلُّ الاحْتِياطات الصِّحِّيَّة بالتباعد الجَسَدِيّ يُشْكِل مَلَاذًا أولايا لِلْأَطْفَال وَيُشْكِلُ عَلَى العَدِيدِ مِنَ الفقرات تَخْتَلِف أُسْبُوعِيّا وتسهم فِي تَخْفِيفِ أَعْبَاء الْأَطْفَال النَّفْسِيَّة والاجْتِماعِيَّة وَيُشْعِر بالشراكة وَعَدَم الْوَحْدَة .
ثَانِيًا تَحْدِيد وَقْت مُحَدَّد يَومياً أو يوم بعد يوم لِمُتَابَعَة الألْعاب الإِلِكْتِرُونِيَّة وَمُتَابَعَة شَبَكَات التَّوَاصُل مَعَ الْأَخْذِ بِعَيْنِ الاعْتِبارِ التَّبَاعُد الزمني بِمَعْنَى أَنَّ لَا يَكُونُ الْوَقْتُ مُتَوَاصِلٌ مَسَاء وصباحا مَثَلًا .
ثَالِثًا تَعْزِيز التَّوَاصُل الاجْتِمَاعِيّ مِنْ خِلَالِ الِاتِّصَال بِالْأَهْل وَالْأَصْدِقَاء وَتَبَادُل الحِوَار والالعاب الشَّعْبِيَّة وَأَيْضًا مَعَ أَخْذِ كُلُّ وَسَائِلِ السَّلَامَة وَالتَّبَاعُد الجَسَدِيّ .
رَابِعًا تَخْصِيصِ وَقْتٍ مُحَدَّد للرياضات الْمُخْتَلِفَة حَسَب الهواية وَالْقُدْرَة والامكانية فَمَن الْمُمْكِن تَحْدِيدٌ مَوَاعِيد للجري والعاب الكُرَة الْبَيْتِيَّة أَو التَّمَارِين وَغَيْرِهَا مِنْ أَجْلِ الْحُفَّاظُ عَلَى جِسْمٍ صِحِّي وَكَذَلِك بِنَاء جِسْمٌ سُلَيْم .
خَامِسًا تَحْدِيدٌ وَقْت أُسْبُوعِيّا لِلْمُطَالَعَة وَالْقِرَاءَة خَاصَّةً فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِبَعْضِ الْمَوَادّ التَّعْلِيمِيَّة المدْرَسِيَّة الْمُهِمَّة لِلْأَطْفَال الَّتِي لَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يكملوها بِسَبَبِ عَدَمِ انْتِظَامٍ الْعَامّ الدَّراسِيّ .
أَن تَوْزِيع الْوَقْت وَتَحْدِيد بَرْنَامَج وَالْمُشَارَكَةِ مَعَ الطِّفْل وَبَثّ الْأَمَل والطمأنينية وَمُلِئ وَقْت الْفَرَاغ كُلُّهَا تسهم فِي الْحَدِّ مِنْ الضغوط النَّفْسِيَّة والاجْتِماعِيَّة وَكَذَلِك تُشْكِل مَلاذ آمَن لِلْأَطْفَال فِي العُطْلَة الصَّيْفِيَّة .