الأيام: انخرط الطفل هادي أبو العيس في نوبة بكاء شديدة بعد ان أخبرته والدته بأنه لن يستطيع الذهاب غداً "اليوم" إلى المدرسة كما أخبره مدرسه عندما سلمه شهادة إتمام الصف الثاني الابتدائي قبل ثلاثة أشهر.
وأعلنت وزارة التربية والتعليم، أمس، عن افتتاح العام الدراسي الجديد 2014 – 2015 اليوم في مدارس الضفة الغربية دون غزة بسبب العدوان المتواصل على القطاع.
وببراءة الطفولة أصر ابو العيس على الذهاب إلى المدرسة وعدم الاكتراث بالقصف الإسرائيلي المكثف على مختلف المناطق.
وعزا ابو العيس إصراره هذا لشوقه الكبير للذهاب ورؤية مدرسته وأصدقائه الطلاب والاطمئنان عليهم.
وقال: لا أستطيع تحمل البقاء في المنزل وعدم الخروج منه لأكثر من خمسين يوماً هي عدد ايام العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وانكفأ ابو العيس وهو من سكان مدينة جباليا بعد ان استطاعت والدته ترويضه وتهدئته، ليبدأ شقيقه فارس الأكبر سناً بالهجوم على جيش الاحتلال لاستمراره بشن العدوان على غزة.
وقال فارس وهو في الصف السادس الابتدائي، إنه لم يكن يتوقع عندما بدأ العدوان في السابع من الشهر الماضي ان يستمر حتى الآن ويعطل العام الدراسي الجديد.
ووصف فارس تأخر العام الدراسي بالأمر المأساوي نظراً لطول الإجازة الصيفية وبعده الطويل عن زملائه، مؤكداً أنه كان يترقب افتتاح العام الدراسي ببالغ الشوق للخلاص من الحالة النفسية الصعبة التي تسببها الاحتلال له بسبب عدوانه الشرس.
ويخشى فارس ان يتأخر افتتاح العام الدراسي لمدة طويلة اذا ما استمر العدوان.
ولم يعرف الطفل نوار عيد انه سيتم تأجيل العام الدراسي الا منذ عدة ايام معرباً عن خيبة أمله لذلك.
ورغم الرعب الذي تسببه الغارات الجوية الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة إلا ان عيد يفضل افتتاح المدارس وعدم إغلاقها لفترة طويلة.
وظهرت علامات الملل على وجه عيد الذي يقضي كامل وقته في المنزل، حيث يرى بالمدرسة الفرصة الذهبية للخلاص من الحالة النفسية السيئة التي لازمته طول فترة العدوان.
وتحولت معظم المدارس في قطاع غزة إلى مراكز لإيواء مئات آلاف النازحين والمهجرين وممن دمرت قوات الاحتلال منازلهم ولم تعد صالحة للسكن.
كما وتعرضت أكثر من 240 مدرسة للتدمير الكامل والجزئي في مختلف محافظات القطاع كما أعلنت وزارة التربية والتعليم.
أما الطالب مالك حمودة في الثانوية العامة فعبر عن قلقه من ضياع العام الدراسي بسبب عدم وجود افق سريعة لانتهاء العدوان.
وقال حمودة، إن العام الدراسي ضيق ولا مجال لتضييع المزيد من الأيام الدراسية ولذا سيبحث وعدداً من نظرائه الطلاب إمكانية التعاقد مع مدرسين لتدريسهم بعض المواد المهمة.
ويخشى صديقه الطالب مهند عبد المنعم أن يؤثر تأخير افتتاح العام الدراسي على حظوظه بالنجاح، مشككاً بقدرة الوزارة على فتح العام الدراسي بعد أسبوعين من انتهاء العدوان بسبب تضرر المدارس وملء مدارس أخرى بالنازحين.
ويأمل عبد المنعم بأن تتمكن الوزارة بوضع خطة جدية لاستئناف العام الدراسي بسرعة إذا ما انتهى العدوان.
واستشهد من بدء العدوان الإسرائيلي أكثر من 520 طفلاً غالبيتهم طلبة في المدارس من بين أكثر من 2100 مواطن، كما أصيب 3300 طفل آخرين، بحسب ما أعلنت المصادر الطبية المحلية.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة عبد الحكيم أبو جاموس في تصريحات صحافية، "إن الوزارة قررت تعليق الفصل الدراسي في مدارس القطاع حتى إشعار آخر، بسبب العدوان المتواصل والمتصاعد"، لافتاً إلى أن الوزارة ستحدد موعداً لافتتاح العام الدراسي في حال توقف العدوان في وقت لاحق.
وأوضح أن 470 ألف طالب بغزة موزعين على المدارس الحكومية والخاصة ومدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" لن يتوجهوا إلى المدارس اليوم (الأحد)، بسبب الظروف الصعبة التي تعيشها غزة.
بدورها، أعلنت وزيرة التربية والتعليم الدكتورة خولة الشخشير، أمس، في بيان صحافي، أنها ستفتتح العام الدراسي من مدرسة ذكور بيت سيرا الأساسية غرب مدينة رام الله الواقعة بمحاذاة الجدار الفاصل.
وكان قد أعلن سابقاً أنه جرى اتفاق بين وزارة التربية والتعليم و"الأونروا" على استئناف العام الدراسي بغزة بعد أسبوعين من انتهاء العدوان الإسرائيلي