هبة لاما- أطفال يعانون من ضيق في التنفس وآخرون خدج غير مكتملي الأعضاء، وغيرهم أبرياء يلعبون في ساحات المخيم وأزقته لتأتي رائحة غاز الاحتلال السامة وتخنقهم وتضعهم في دائرة خطر الموت، فمخيم عايدة ومحيط منطقة قبر راحيل ومستشفى كاريتاس للأطفال يتعرضون باستمرار للغاز المسيل للدموع.
الأطفال الخدج في خطر
د. هيام مرزوقة المديرة الطبية لمستشفى كاريتاس للأطفال حدثتنا عن حادثتين وقعتا في مستشفى الكاريتاس حيث دخل الغاز المسيل للدموع الملقى في مخيم عايدة ومحيط قبر راحيل القريبة من المستشفى إلى غرف الأطفال عن طريق أجهزة التهوية، وهو أمر خطير جداً كما أكدت لPNN: "لدينا في المستشفى أطفالاً خدجاً وآخرون يعانون من ضيق في التنفس لذلك فإن استنشاق هؤلاء الأطفال للغاز المسيل للدموع قد يؤدي إلى وفاتهم أو إلى مشاكل صحية خطيرة جداً".
أطفال عايدة يتأثرون
صلاح عجارمة مدير مركز لاجىء في مخيم عايدة أكد ان جيش الاحتلال يحاول في الفترة الأخيرة إغراق المخيم بقنابل الغاز المسيل للدموع مما له أثر كبير على أطفال المخيم والجوار، فكم القنابل التي تُلقى باتجاه المخيم هو كم كبير جداً مقارنة بالأحداث الموجودة.
وأضاف: "الاحتلال يحاول خنق الأطفال وشل الحياة في محيط قبر راحيل ومخيم عايدة من خلال هذا الغاز السام، وبالرغم من أننا توجهنا لأكثر من مؤسسة أجنبية بخصوص موضوع تزويد الاحتلال بهذه القنابل الأمريكية الصنع السامة إلا أننا لم نحصل على إجابات، حيث يعاني الأطفال من هذه القنابل بشكل يومي فالأحداث مستمرة منذ أكثر من شهرين سواء في المخيم أو في محيط قبر راحيل".
ويتعمد الجيش -بحسب صلاح- لإلقاء قنابل الغاز إلى داخل البيوت والمؤسسات التي يتواجد بها الأطفال وبكميات كبيرة جداً وبشكل يومي حيث استطعنا خلال ساعة مواجهات واحدة أن نجمع 250 قنبلة غاز من أمام مؤسسة لاجىء وحدها وهذا كم هائل.
رائحة قاتلة
عباس ظاهر من مخيم عايدة وهو رجل في الستينيات من عمره وصف كيف تدخل قنابل الغاز إلى بيتهم المليء بالأطفال: "يوجد لدينا ستة أطفال في البيت لا يحتملون رائحة هذا الغاز القاتلة، فنحن الكبار نتضايق منه فكيف الأطفال؟"
وأكمل عباس: "عندما دَخَلَت للبيت قنبلة غاز المرة الماضية بقينا ثلاثة أيام لا نستطيع التنفس، فهم يضربون القنابل بكميات جنونية لا تحتمل".
بيت عباس ليس الوحيد الذي يعاني من هذه المشكلة وإنما غالبية بيوت المخيم إذ روت منال حسنات: "بينما كنا جالسين في البيت مع الأطفال دخلت قنبلة الغاز إلى البيت وكسرت النافذة مما أدى إلى إصابة الأطفال بالدوار والغثيان والمراجعة".
إن قواعد القانون الدولي الإنساني تحرّم الإعتداء على المدنيين، وتلزم المجتمع الدولي بضرورة إتخاذ التدابير المناسبة التي تجعل المدنيين بمعزل عن التأثر بالعمليات الحربية حيث يلاحظ ذلك في إتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، والتي تعترف بحماية عامة للأطفال وتعترف لهم أيضاً بحماية خاصة وردت في سبعة عشرة مادة على الأقل.
عن بي ان ان