دبي 13-5-2012 وفا- انطلق، اليوم الأحد، المغامر الفلسطيني وسام الجيوسي، من أمام قنصلية فلسطين في دبي، في رحلة خيرية يقوم خلالها بالمرور في 23 دولة، قاطعا مسافة 60 ألف كيلومتر، على دراجته النارية بهدف جمع مليون درهم، لصالح جمعية إغاثة فلسطين، لتجهيز مستشفى علاج الأمراض السرطانية في مدينة بيت جالا بالضفة الغربية.
وكان في وداعه، قاسم رضوان القنصل العام الفلسطيني في دبي، وحسن شعث عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة الفلسطيني، وحشد غفير من أبناء الجالية الفلسطينية، بالإضافة إلى 100 درّاج من أصدقائه من مختلف الجنسيات العربية والأجنبية، حيث تخلل حفل الوداع، فقرات فلوكلورية من الدبكة والمعزوفات الفلسطينية، علتها الزغاريد والأهازيج التراثية.
وفي كلمته، وجه رضوان، التحية والشكر لدولة الإمارات العربية قيادة وحكومة وشعبا، على التسهيلات التي تقدمها بشكل دائم لأبناء شعبنا، مشيرا إلى أن المغامر الفلسطيني، قرر أن يجعل من دبي نقطة انطلاقته نحو القارة الآسيوية، حيث تم ترتيب الإجراءات كافة، كالحصول على تأشيرات في البلدان التي من المتوقع المرور فيها، كما تمت مخاطبة السفارات والقنصليات الفلسطينية في هذه البلدان، لتسهيل وإنجاح مهمة الجيوسي، مثل اللقاءات والمؤتمرات الجماهيرية والصحافية، للوصول إلى أكبر شريحة في كل مجتمع.
وعن فكرة رحلته الإنسانية، قال الجيوسي إنه يعشق قيادة الدراجات النارية منذ 14 عاما، حيث قرر أن يكون له دور في رسم الابتسامة على وجوه أطفال فلسطين، من خلال هوايته التي يمكن بواسطتها تقديم أقل ما يمكن لأبناء وطنه في الداخل، مشيرا إلى أنه يتوجب على كل فلسطينيي الشتات، المساهمة في دعم الصمود الفلسطيني بكل الوسائل، كل حسب قدرته وإمكانياته.
وأوضح أنه سيتحمل تكاليف الرحلة ونفقاته الشخصية، بهدف جمع مليون درهم من الأفراد والمؤسسات، حيث إن رحلته توصف بالصعبة، نتيجة عدم تعبيد طرق البلدان الآسيوية التي سيمر منها، خاصة باكستان وأفغانستان، عدا عن عدم استقرار الوضع الأمني فيهما، إلا أنه يأمل بتجاوز المبلغ الذي يهدف إلى جمعه، لشراء الأجهزة والمعدات اللازمة لعلاج مرضى السرطان.
وعن مسار الرحلة قال إنه قرر أن يكون الانطلاق من أمام قنصلية فلسطين في دبي، مرورا في إيران وباكستان والهند وبانغلادش ونيبال وأفغانستان وتركمانستان وقيرغستان وطاجيكستان وكازخستان وروسيا ومنغوليا والصين ولاوس وفيتنام وكمبوديا وتايلند وماليزيا لتنتهي في سنغافورة.
وفيما يتعلق بطريقة جمع التبرعات، قال: ستكون هناك فعاليات جماهيرية في الدول التي من المقرر المرور فيها، سيتم تنظيمها بواسطة سفارة فلسطين في كل دولة، بالإضافة إلى مؤتمرات صحفية، للمؤسسات والأفراد، لتوضيح الهدف من الرحلة الخيرية للشعوب المستهدفة، وذلك خلال وقت لا يتعدى يومين في كل بلد، كي يتم إنهاء المهمة خلال الوقت المحدد لها.
وأكد الجيوسي أن فلسطينيي الشتات متهمون بأنهم لا يشعرون بشعبهم، إلا أن العمل الذي يقوم به منذ سنوات، ينفي ذلك بشكل تام، بل على العكس، هناك الغالبية منهم لا ينفك عن المساهمة في دعم القضية الفلسطينية بكل السبل المتاحة سواء المادية أو المعنوية.
وأضاف أن ما يقوم به ما هو إلا واجب إنساني يحتم عليه انتماءه لفلسطين، أن يسعى بما يستطيع لتحقيق جزء بسيط من فرحة الأطفال المصابين بالأمراض السرطانية، مؤكدا أن التبرعات لن ترسل إلا إلى مؤسسات خيرية فلسطينية على قدر عال من الثقة والمصداقية.
وأكد الجيوسي أنه سيقوم بمبادرات أخرى في المستقبل، تشمل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أمريكا اللاتينية وذلك في العام 2014، تليها القارتان الاسترالية والإفريقية، بهدف الوصول إلى أكبر شريحة في المجتمع العالمي، لشرح معاناة الشعب الفلسطيني وجمع التبرعات لمؤسسات تعليمية وأخرى طبية.
وكان الجيوسي، المقيم في الدولة منذ 15 عاما، قام برحلة خيرية على دراجته النارية، في مايو أيار 2010، استمرت لمدة شهرين، تحت شعار رحلة النوايا الحسنة مر خلالها بـ36 دولة شرق أوسطية وأوروبية، جمع خلالها 140 ألف دولار، دعما للأطفال الذين أصيبوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد أن قطع 40 ألف كيلومتر، حيث انتهى سير الرحلة في العاصمة البريطانية لندن، وكانت بهدف لفت انتباه العالم إلى معاناة الأطفال في فلسطين، وجمع تبرعات تصل إلى المليون دولار.
كما قام بتجربة خيرية عام 2008 عبر تسلق ارتفاع 6500 متر في جبال بوموري البلغارية التي يصل ارتفاعها إلى 7800 متر، ويطلق عليها لقب ابنة جبال افريست، وكان الهدف منها جمع تبرعات، لأجل تعليم نساء في فلسطين، مشيرا إلى أن التحدي كان في الصعود إلى الأعلى، وحساب دولار واحد لكل متر، حيث تم صعود 6500 متر، وبالتالي الحصول على مقابل الرقم بالدولار، إذ تم التمكن من تعليم 12 فتاة من فلسطين.