أعلن طلاب فلسطينيون ولبنانيون في مدينة صيدا اللبنانية دولة فلسطين المستقلة في احتفال تمثيلي أقيم اليوم الإثنين، في مدينة صيدا اللبنانية، عبر عنه الطلاب كممثلين عن الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، دعما لتوجه القيادة الفلسطينية للأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين في الجمعية العامة.
فقد عقد تلامذة مدرسة الحاج بهاء الدين الحريري في صيدا اللبنانية جلسة محاكاة للجمعية العامة للأمم المتحدة للتصويت على قبول عضوية فلسطين، وجسد خلالها التلامذة ممثلي الدول الأعضاء في الجمعية العامة للمطالبة بإعلان دولة فلسطين بناء على المادة الرابعة من الفصل الثاني من ميثاق الأمم المتحدة. وأعلن الطلاب خلال الجلسة دولة فلسطين تصويتا رمزيا استجابة لطلب القيادة الفلسطينية قبول فلسطين دولة كاملة العضوية بناء على المادة الرابعة من الفصل الثاني من ميثاق الأمم المتحدة.
عقدت جلسة الطلاب برعاية وحضور رئيسة لجنة التربية والثقافة النيابية في البرلمان اللبناني بهية الحريري، ومشاركة سفير فلسطين في لبنان عبد الله عبد الله، وحشد من الشخصيات السياسية والتربوية والاقتصادية اللبنانية والفلسطينية.
وتحول مدرج المعهد الجامعي للتكنولوجيا الذي عقدت فيه الجلسة على مدى أكثر من ساعة ونصف الساعة إلى مجسم مصغر للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اتخذ أكثر من مائة تلميذ وتلميذة من أماكنهم في مقاعد أعضاء الهيئة العامة وأمام كل منهم علم بلاده، فتقدم مندوب قطر التي ترأست الجلسة الأعضاء الحاضرين، وكان لافتا عدم تخصيص مقعد لإسرائيل تأكيدا على حق الشعب الفلسطيني في دولته، وحضر مندوب لبنان ومندوبة فلسطين ومندوبي الدول الكبرى.
بداية كانت كلمة ترحيب من المعلمة رامية السوسي، وأدار مندوب قطر (التلميذ محمد المصري) الجلسة، ومن على منصة شبيهة بمنصة الأمانة العامة وفي خلفيتها شعارها ألأممي، أطل الأمين العام بان كي مون التلميذ مصطفى السكافي الذي اعتبر أن الفلسطينيين يستحقون بأن تكون لديهم دولة لذا نتعهد بذل جهود من دون هوادة للمساعدة في إرساء السلام بفضل اتفاق يتم عبر التفاوض.
وتحدث مندوب لبنان (التلميذ أحمد حبلي) فقال: آن الأوان لينال الشعب الفلسطيني حريته وحان الوقت لتنتهي محنة اللاجئين ويعودوا إلى وطنهم وينالوا حقوقهم. ألم يحن الوقت لهذا الشعب أن يرتاح وأن يعيش كبقية شعوب الأرض حرا سيدا مستقلا؟.
تلته مندوبة فلسطين (التلميذة ماجدة الرواس) فقالت: حان الوقت ليعيش الشعب الفلسطيني كبقية شعوب الأرض حرا فوق أرض وطنه.. أناشدك أيها الرئيس وأناشد كل شعوب الأرض خذوا بيدي لأرفع علم فلسطين عاليا، فلن أغادر هذه القاعة إلا وعلمي يرفرف حرا مستقلا إلى جانب أعلام الدول الحرة المستقلة. وهنا رفعت مندوبة فلسطين علم بلادها مستقبلة التصويت الذي جاء بالإجماع لصالح الاعتراف بعضوية فلسطين في الأمم المتحدة.. وسط تصفيق حار من الحضور.
وتحدثت النائب الحريري فقالت: استمعت بكثير من الإعجاب إلى تحضير هذه الجلسة التي قمتم بها واعتقد أن هذه اللحظة لن تمحى من ذكرياتكم لأنها لحظة حولتم بها الدرس إلى مادة حقيقية، وقمتم بتحضير المسرح حتى تشاركوا به جميعكم، أريد ان انطلق من ممثلة دولة فلسطين التي أوجه لها التحية لأنها لم تنتظر التصويت، هي تقول للعالم أجمع أن فلسطين حاضرة لأن تكون دولة، أهنئكم وأقول لكم: أتمنى أن تتحول كل دروس التربية الوطنية والمدنية إلى مسرح حقيقي.. بدأتم من المكان الصحيح، لأن القضية المركزية الأساسية التي لن تغيب ولا يجب أن تغيب عن محاضر العالم العربي كله هي قضية فلسطين، ومن أحق بطرح هذه القضية أكثر من لبنان، لبنان وأنتم مستقبله، لبنان الذي حضن القضية الفلسطينية والقضية الحقة.. وهي على مدى تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي من العام 48 ولغاية اليوم في وجدان اللبنانيين جميعا لم تغب عنهم على تنوعهم وتعدديتهم واختلافهم لأن قضية فلسطين وقضية الشعب الفلسطيني هي قضية مقدسة، لذا أتوجه منكم بتحية كبرى لأنكم استبقتم قرار مجلس الأمن بأنكم أعلنتم عن قبول الدولة الفلسطينية ورفعتم علم فلسطين.
وأضافت: السؤال الذي سأطرحه عليكم الآن هو ماذا بعد؟ أنتم قلتم إن مجلس الأمن وافق على عضوية فلسطين واستبقتم النقض والفيتو، والأهم، كيف ستنشرون هذا الوعي بدءا من هذه المدينة التي لم تكن ولن تكون إلا إلى جانب قضية الشعب الفلسطيني، وصولا للبنان كله ومن ثم للعالم العربي وللعالم اجمع، فكروا وضعوا الآلية وألفوا لجنة حتى تقولوا وماذا بعد ؟؟ وهنا تكون مدرسة الحاج بهاء الدين السباقة في الأنشطة لهذا العام حول القضية المركزية الأولى ألا وهي القضية الفلسطينية، قضية سطرها الشعب الفلسطيني بدمه ومعاناته وتشتته وتشرذمه ولكنه لن يتخلى عنها لا في حق العودة ولا في النضال الكامل للمّ الشمل ولتسويق فكرة الدولة الفلسطينية ولو بعد هذه الفترة الطويلة من المعاناة ومن الصراع.
لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ماذا تقول إسرائيل.. تقول تعالوا لنعود إلى 15 أيلول السنة الماضية، ووافقت على الشروط لاستئناف المفاوضات ولكن الزمن يسبقها.. لا يوجد قضية عادلة إلا وفي النهاية ستفرض حقها. أريد ان أقول لكم حولوا كل صفوفكم حتى تكونوا انتم المسرح وانتم الأساس في كل الساعات. وان شاء الله نلتقي دائما على كل القضايا العادلة ويبقى لبنان وطن الحريات ووطنا يتوق دائما إلى الاستقرار كما بينتم بهذه المرحلة.
من جهته قال السفير عبد الله عبد الله: كم أنا شخصيا ممتن لفكرة عقد هذه الجمعية العمومية في هذه المدرسة في بداية العام الدراسي، وكل التحية والتقدير والامتنان للمشرفين والمعدين، الإعداد الذي سمعته ربما كان هو من أفضل الإعدادات لجمعية عمومية. تستحقون طلبة ومشرفين ومشرفات التهنئة على هذا الجهد الممتاز.
الملاحظة الثانية أضاف عبد الله، "إننا نحن نعتقد أن أي حدث يحدث يتوقف النشاط عند ذلك الحدث، ولكن هذه الممارسة تقدم لنا دليلا جديدا في نمط جديد في التوعية وفي المشاركة في حشد الجهد وتعبئة النفوس، ليس عند الحدث وحده، وإنما فيما بعد ذلك ليبقى متفاعلا إلى أن يحقق أهدافه ويصل إلى ما هو منشود. ومنذ وصولي إلى لبنان تفاعلت مع مستويات عديدة ولكن أسجل هنا وأمامكم ان ما وجدته من السيدة بهية الحريري ومن المسؤولين في هذا البلد، وجدت علاقة ابعد من العلاقات السياسية او الدبلوماسية او الرسمية، وجدت احتضانا للقضية فلهم كل التحية والتقدير.
وتابع: تقدمنا بطلب عضوية فلسطين إلى الأمم المتحدة وهناك عقبات، الإجراء حتى الآن يسير بشكل طبيعي، يقدم الطلب للأمين العام للأمم المتحدة وبدوره يرفعه إلى رئيس مجلس الأمن، رئيس مجلس الأمن يشكل لجنة من الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن ليدرسوا الطلب من الناحية القانونية والإجرائية، وإذا توافقوا وإذا كان هناك 9 أعضاء من الـ15 يؤيدون هذا الطلب ولم تستخدم أي دولة من الدول الخمس الدائمة العضوية حق النقض لرفض الطلب، عندها يذهب بتوصية ايجابية إلى الجمعية العامة التي تصوت عليه بثلثي الحاضرين،.. وإذا لم تأت التوصية الايجابية عندها ينتظر إلى ان تتولد عناصر جديدة، يطلب الأمين العام للأمم المتحدة من مجلس الأمن ان يعيد النظر في الطلب، وهناك دول مثل الصين بقيت 22 سنة حتى قبلت عضويتها في الأمم المتحدة كاملة... لذلك إمكانية الرفض هذه ليست نهاية المطاف، وأهم شيء ان هذا الطلب هو محطة من محطات النضال، نريد بنشاطكم هذا وفي التفاعل ان تبقى هذه القضية حية تضغط على الضمير العالمي إلى أن نصل إلى الحق وتكون فلسطين دولة حرة سيدة مستقلة وعاصمتها القدس.