الخليل 14-8-2011 وفا- أمل حرب
يشعر الطفل محمد حسين أبو سنينة (10 سنوات) بفرح كبير لمشاركته أفراد أسرته الصيام في شهر رمضان، وقال إن أجمل لحظة عندما يسمع صوت أذان المغرب ويبدأ بالإفطار.. فرحتي كبيرة جدا لأنني استطعت أن أكمل صيامي.
وأضاف: ما دفعني للصيام هو إيماني بالله وعبادته، الإيمان يقلل من شعوري بالجوع ويصبرني على الصيام، أما أكثر الأوقات صعوبة عليه في نهار رمضان، فهي ساعات الظهيرة حيث يشعر بالجوع، والعطش، والكسل، فيخلد إلى النوم في هذه الفترة كي لا يضعف ويفكر في الإفطار.
وأكدت والدة الطفل محمد، أنها لا تضغط على أطفالها الثلاثة كي يصوموا، وإنما رغبتهم في الصيام وقدرتهم على ذلك، إضافة إلى بنية أجسادهم وصحتهم تجعلها تشجعهم على التعود على الصيام مبكرا كي يحافظوا عليه عندما يكبروا ويصبحوا ملزمين.
وأشارت إلى اهتمامها بتغذية أطفالها في هذا الشهر، حيث تقوم بإعداد وجبات الطعام التي يرغبها أطفالها، وغالبا ما يشاركونها في اختيار الوجبات، كما يساعدونها في إعداد السلطات، والعصائر للإفطار.
أما الطفل علي الحموري (11 عاما) فقال إنه يصوم رمضان منذ عامين، ولكن هذا العام الصيام أصعب من السنوات الماضية، فالنهار طويل جدا، والجو حار، وهو يشعر بالجوع والعطش خاصة في فترة الظهر، أو حينما يلعب مع أصدقائه، وقال إنه فكر أن يفطر دون أن يخبر أحدا.. ولكن يخاف أن يندم بعد ذلك.. خاصة أن أخاه لم يفطر أي يوم في رمضان.
وأشار إلى أنه يترقب ساعة الإفطار لحظة بلحظة، خاصة بعد أذان العصر، حيث يشعر بأنه لم يبق وقت كثير على الإفطار، فيبدأ معه أخوه بسؤال والدتهما: كم ساعة بقي على الإفطار؟.. بدلا أن يسألا كم الساعة الآن؟ إلا أن سعادتهما مع الأذان تتضاعف عندما ينجحا في إكمال صوم يوم جديد.
بدورها، أكدت أم الطفل علي، أنها تحاول إرضاء رغبات أطفالها الصائمين، بإعداد الأطباق التي يشتهونها، بالإضافة إلى حرصها على تقديم وجبة متوازنة تساعدهم على النمو، وإعدادهم لصيام اليوم التالي.
وقالت: صيام الأطفال ليس ملزما، وإنما يحب الأهالي تعويد وتدريب أطفالهم على الصيام ولو بشكل جزئي في بداية الأمر، مبينة أنها تحكي لأطفالها أهمية الصيام والحكمة من الصوم، كي لا يكون صيامهم تقليدا للكبار، وجوعا بلا حكمة وموعظة.
من جانبها، أكدت أخصائية التغذية تغريد ادعيس، أن صيام الأطفال مرهون ببنية جسمهم، وحالتهم الصحية، فالأطفال دون العاشرة يرغبون في الصيام من باب تقليد الكبار، وإثبات أنفسهم وشخصيتهم، وبهذه الرغبة تتشكل لديهم المحفزات الأولى للصيام دون أن يشعروا أن الأمر مفروض عليهم.
وأضافت: في هذه الحالة على الأمهات مساعدة أطفالهن الذين يصرون على مشاركة أفراد الأسرة في الصيام، والاهتمام بهم، وتدريبهم على الصوم بالتدريج، كالصوم نصف يوم، وتحفيزهم على تناول وجبة السحور، إلى أن يصبحوا قادرين على صيام اليوم كاملا.
وشددت على أهمية وجبة السحور للأطفال، مشيرة إلى أنها يجب أن تكون متوازنة، تحتوي على نسبة عالية من البروتينات مثل اللبنة، والبيض، والفول، والحمص، الذي يعطي إحساسا بالشبع لفترة طويلة من النهار، بالإضافة إلى الخضار، والعصائر الطازجة، والحلويات لإمداد الطفل بالطاقة اللازمة لنشاطه وحيويته.
أما بالنسبة إلى وجبة الإفطار، فقالت: يجب أن تحتوي على الفيتامينات، والبروتينات لتعويض ما فقده الجسم خلال فترة الصيام، وكذلك النشويات كالأرز أو المعكرونة، مع التركيز على البروتينات الحيوانية كاللحوم والألبان، لأنها تحتوي على الأحماض الأمينية الأساسية الضرورية للنمو، بالإضافة إلى الخضار والعصائر الطازجة.
وقالت: على الأم الحرص على أن يتناول الطفل حصته من الطعام، وإن كان على مراحل، فبعد الإفطار بساعتين يجب أن يكمل طعامه خاصة الطبق الأساسي، ويجب إعطاؤه العصائر والحلويات.
ونوهت ادعيس إلى كثير من العادات الخاطئة التي يقع فيها الكبار والصغار في فترة الإفطار، منها: الإكثار من الأكل خلال وجبة الإفطار دفعة واحدة، وعدم المضغ الجيد للطعام، ما يؤدي إلى الإصابة بعسر الهضم، وآلام في المعدة، والتخمة، بالإضافة إلى إهمال وجبة السحور، أو الاكتفاء فقط بوجبة الإفطار، وتناول الماء بكثرة عند السحور بهدف تقليل الشعور بالعطش أثناء النهار.
وتنصح ادعيس الصائمين لتجنب الشعور بالعطش خلال ساعات الصوم، بالابتعاد عن تناول المخللات، والأطعمة المحتوية على كمية عالية من الملح أو السكر، وتناول الخضار والفاكهة واللبن، وتأخير السحور.
كما تنصح الأمهات بالاهتمام بتغذية أطفالهن، من حيث النوع والكم، مشيرة إلى أن أعداد الأطفال الذين يعانون من السمنة، ومرض السكري في ازدياد ملحوظ، بسبب الغذاء السيئ وغير المتوازن.