رام الله - معا - أفاد تقرير صادر عن وزارة شؤون الأسرى والمحررين أن 90% من المعتقلين الأطفال يتم استجوابهم في المستوطنات بطريقة غير شرعية وغير قانونية، وتنتزع منهم اعترافات تحت التهديد والضرب والتعذيب.
وأشار التقرير استناداً إلى شهادات عدد من الأسرى الصغار إلى تحوّل المستوطنات المحيطة بالمدن والبلدات الفلسطينية إلى أماكن للاعتقال والاستجواب بعيداً عن أية رقابة قانونية وفي أماكن غير رسمية، حيث يتم الاستفراد بالأسرى وتعريض حياتهم للخطر وتأخذ منهم اعترافات تحت الضغط والتهديد والاعتداء.
وقال التقرير أن إسرائيل لم تلتزم بالمعايير والقوانين الدولية في اعتقال الأطفال ومحاكمتهم، وأن الأطفال أصبحوا وسيلة للابتزاز وفق منهجية تستهدف تدمير حياتهم ومستقبلهم، موضحاً أن حالات اعتقال الأطفال قد بلغت منذ بداية هذا العام 150 طفلاً وجهت لهم اتهامات بضرب الحجارة ومقاومة المستوطنين، وأن معظم هؤلاء الأطفال قد تعرضوا للضرب والتنكيل منذ لحظة اعتقالهم وأنهم اعتقلوا في مستوطنات لمدة تتراوح ما بين 24 و96 ساعة قبل نقلهم إلى سجون أو معسكرات اعتقال معروفة.
وأوضح التقرير أن هذه الظاهرة خطيرة جداً تتطلب تدخلاً دولياً عاجلاً لوضع رقابةٍ على انتهاكات حقوق الأطفال المعتقلين الذين يحاكموا بناء على إفادات الجنود الكاذبة في معظمها أو بناء على إجبارهم على التوقيع على إفادات لا يعرفون مضمونها في أجواء من الرعب والتعذيب.
وذكر التقرير مجموعة من الشهادات المشفوعة بالقسم لعدد من الأطفال الأسرى والتي أدلوا بها إلى محامي وزارة الأسرى ومنها:
1. الطفل الأسير باسل يوسف خليل ملحم 16 سنة من مخيم الدهيشة في بيت لحم والذي اعتقل بتاريخ 28-11-2010، وقد أفاد أن خمسة جنود هجموا عليه وضربوه بوحشية على كافة أنحاء جسمه وأن أحدهم مسك برأسه وضربه في إحدى أبواب الجيب العسكري مما أدى إلى إصابته بجروح، ثم نقلوه إلى مستوطنة عتصيون وترك في الساحة مشبوحاً لمدة أربعة أيام بكاملها وهو مكبّل الأيدي ومعصوب العينين ويعاني من البرد القارص دون غطاء ودون القدرة على النوم، ولم يسمحوا له بالدخول إلى الحمام سوى مرّة واحدة، وقال أنه تعرّض لسخرية واستفزازات الجنود خلال وجوده في معسكر اعتقال عتصيون.
2. الطفل الأسير علام يوسف بدر زعقيق، 15 سنة من سكان بيت أمر في الخليل، اعتقل بتاريخ 22-10-2010، حيث اعتقل من الشارع من قبل الجنود الذين قاموا بضربه على بطنه بأعقاب البنادق وتقييد يديه واقتياده إلى مستوطنة كريات اربع، وهناك تعرّض للضرب الشديد على يد أحد المحققين وقال أنه المحقق حمل كرسياً وضربه به على رجليه وأنه اعترف نتيجة الضرب على أمور ليس له علاقة بها.
3. الطفل الأسير رائد سليم ضرار رضوان، 15 سنة من سكان عزّون قضاء قلقيلية، اعتقل بتاريخ 5-8-2010، واقتيد إلى مستوطنة أرئيل حيث جرى التحقيق معه هناك، وخلال التحقيق قام أحد المحققين بالإمساك برأسه وضربه بالحائط بشدّة وعدة مرات طالباً منه الاعتراف والتوقيع على إفادة باللغة العبرية، وهدده المحقق قائلاً: إذا لم تعترف سأحضر المكوى وأسلخ به جلدك، مما اضطر الأسير إلى الاعتراف بما لم يفعل والتوقيع على إفادة حتى ينجو من الضرب المبرح.
4. الطفل الأسير مصطفى محمود جفال، 16 سنة من سكان أبو ديس، اعتقل بتاريخ 15-9-2010، بعد أن داهم الجنود منزله ليلاً وقاموا بتعصيب عينيه وبتقييد يديه وأدخلوه إلى الجيب العسكري وبطحوه أرضاً وانهالوا عليه بالضرب الوحشي، وضربوه على رأسه بأعقاب البنادق وبأرجلهم، واقتادوه إلى مستوطنة معاليه أدوميم في القدس حيث بقي هناك لمدة يومين تعرّض أثنائها للتحقيق القاسي والحرمان من النوم والشبح المتواصل.