القدس-وكالات -قال تقرير أصدرته، اليوم الخميس، وحدة الرصد والتوثيق؛ بنك المعلومات التابعة لمؤسسة المقدسي، حول انتهاكات الاحتلال لحقوق الإنسان في مدينة القدس خلال شهر نيسان الماضي، إن اعتقال الأطفال واعتداءات المستوطنين جاءت من أبرز هذه الانتهاكات.
انتهاك حرية الإقامة والسكن
وشهد شهر نيسان، حسب تقرير المقدسي، عمليتي إخلاء وهدم واسعتين؛ جاءت العملية الأولى عندما أخلت قوات شرطة الاحتلال المواطن خالد النتشة وعائلته من منزلهم بحجة أن الأرض المقام عليها المنزل ملك ليهود منذ عام 1936، وقد اعتقلت قوات الشرطة المواطن لمقاومته لهم ومنعهم من دخول المنزل، ثم قام العمال بإفراغ المنزل من الأثاث وتم نقله إلى جهة مجهولة تاركين زوجة المواطن وأطفالها السبعة بلا مأوى. أما عملية الإخلاء الثانية فكانت بقيام جرافات الإدارة المدنية بهدم 17 منشأة لبدو الجهالين في منطقة الجيب شمال غربي القدس، حيث هدمت 10 خيم سكنية، و10 خيم تستخدم كمطابخ و9 منشآت تستخدم كحظائر لأغنام، مشردة بذلك 6 عائلات تتكون من 46 فردا منهم 31 طفلا، وفي سابقة خطيرة صادرت سلطات الاحتلال الخيم التي وزعتها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للعائلة، وتم إعطاء العائلة ورقة بالمصادرة تاركة العائلة بلا مأوى لإجبارهم على الرحيل وتهجيرهم.
الاعتداء على الحق في السلامة الجسدية واعتقالات واقتحامات
أفاد التقرير بأن مواجهات متفرقة اندلعت في كل من سلوان ومخيم قلنديا شمال القدس وحي عبيد في بلدة العيسوية، إثر اقتحام قوات جيش الاحتلال لهذه المناطق ما أدى إلى إصابة عدد من الشبان جراء رش غاز الفلفل على وجوههم وإطلاق قنابل الغاز مسيل للدموع، كما أصيب طفل من العيسوية بقنبلة صوت اصطدمت في وجهه مباشرة.
وفي ذكرى يوم الأرض، اندلعت مواجهات بين متظاهرين وقوات الاحتلال بعد قيام قوات جيش الاحتلال بقمع مسيرات خرجت في كل من منطقة باب العامود وحاجز قلنديا والعيسوية وسلوان، وقد استخدمت قوات الاحتلال القوة المفرطة وهاجمت المتظاهرين بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ومدافع المياه العادمة وقوات الخيالة، ما أدى إلى إصابة ما لا يقل عن 150 مواطنا عدد منهم من الأطفال والمسعفين، أصيب قرابة 100 منهم قرب حاجز قلنديا، كما تم اعتقال عشرات الشبان والفتية القاصرين خاصة في منطقة باب العامود والعيسوية، حيث تم اعتقال ما لا يقل عن 9 فتية قاصرين في العيسوية.
كما سجّل خلال هذا شهر نيسان، حسب التقرير، اقتحام قوات الاحتلال لمقر شبكة هنا القدس الإعلامية التابع لجامعة القدس والواقع في حي الخالدية في البلدة القديمة، ومنعت قوات الاحتلال حفل افتتاح وانطلاق المركز بقرار من وزير الداخلية الإسرائيلي بحجة تمويل المركز من قبل السلطة.
وفي حي الشيخ جرّاح اعتدت قوات الاحتلال على مواطنين في مخيم الصمود في منطقة الشيخ جراح إثر عملية طعن مستوطن بالقرب من المنطقة، وتم ضرب واعتقال فتية قاصرين وشابين ووالدتهم من عائلة شرحة، واعتقال الفتيان وأحد الشبان أثناء تواجدهم على مدخل المخيم، والذين تعرضوا جميعا للضرب المبرح، وجرى تحويل الشاب والفتية المعتقلين إلى التحقيق بهدف الضغط عليهم للاعتراف ومن ثم إلى محكمة الصلح حيث تم الإفراج عنهم في اليوم التالي، ولم يتم تثبيت أي تهم ضدهم وتم اعتقالهم والاعتداء عليهم من دون مبرر، وقد أعلنت شرطة الاحتلال لاحقا اعتقال متهمين في نفس القضية ولم يتم الإعلان عن هويتهما بعد.
وفي بلدة سلوان، كما ورد بالبيان، اعتقلت وحدة المستعربين 3 أطفال من حي العباسية في سلوان، واعتدت عليهم بالضرب، عرف منهم الفتى محمد ادريس (12 عاما) ويوسف شويكي (13 عاما) وتم اقتيادهم إلى جهة مجهولة.
وفي الطور وعناتا، اعتقلت شرطة الاحتلال 4 فتية من بلدة الطور بدعوى اعتدائهم على عائلة يهودية كانت في متنزه بالقدس، وتتراوح أعمار الفتية بين 14-18 عاما، وتم تمديد اعتقالهم حتى يكتمل التحقيق، بالإضافة إلى اعتقال الفتى محمد عصام (17 عاما) الذي اعتقلته شرطة الاحتلال من منزله الكائن في ضاحية السلام قرب بلدة عناتا ونقله للتحقيق دون معرفة السبب وراء اعتقاله.
وفي حي الثوري بالقدس، اختطفت وحدة المستعربين الطفل عدنان الجولاني (12 عاما) ونقلته إلى جهة غير معروفة، وتم إطلاق سراحه لاحقا بعد التحقيق معه بكفالة قدرها 500 شيقل وحبس منزلي لمدة 5 أيام دون أي تهم.
كما اقتحمت قوات شرطة الاحتلال منزل عائلة سرحان في الحي ذاته واعتدت بالضرب على عائلة المواطن أحمد موسى سرحان (43 عاما) وباستخدام المسدس الكهربائي، واعتقلته هو وابنيه محمد (19 عاما) وإسحاق (17 عاما)، كما تم اعتقال فتى آخر من العائلة هو تامر عمر سرحان (15 عاما) وفتى آخر من الحي هو نائل جلاجل (15 عاما)، وعندما توجهت عائلة المعتقلين للسؤال عنهم في المسكوبية قام الحراس وقوات الشرطة بالاعتداء على أفراد العائلة بالضرب وغاز الفلفل واعتقال 6 من نفس العائلة أحدهم يعاني من إعاقة جسدية، وقد تم الإفراج عن المواطن أحمد سرحان وتمديد اعتقال الآخرين.
كما قامت شرطة الاحتلال باقتحام الحي مرة أخرى بعد بضعة أيام واعتقلت طفلين آخرين من نفس العائلة هما طه محمد سرحان (12 عاما) وهاني وليد سرحان (14 عاما)، وتم استدعاء ابن أحد المواطنين المعتقلين للتحقيق وهو الطفل أحمد خليل سرحان (12 عاما).
اعتداءات المستوطنين
قال التقرير: اعتدت مجموعة تتألف من 15 مستوطنا متطرفا على المواطن أحمد سليم العبيدية (42 عاما) من بلدة العبيدية شرقي بيت لحم أثناء توجهه إلى عمله في منطقة التلة الفرنسية في القدس، كما تم الاعتداء على الشابين المقدسيين محمد عثمان (24 عاما) وفراس رمادي (22 عاما) أثناء عودتهما من عملهما غربي القدس ومرورهما بحي المتدينين، حيث تعرض لهما مجموعة من المستوطنين وضربوهما بقضبان حديدية في مختلف أنحاء جسميهما.
وقام مستوطن يقود دراجة نارية، بدهس الطفل محمد صابر الطويل (8 أعوام) في حي وادي حلوة في سلوان، حيث أفاد شهود عيان، حسب تقرير المركز، بأن المستوطن أسرع متعمدا نحو مجموعة من الأطفال أثناء خروجهم من ملعب وادي حلوة حيث دهس الطفل وفر هاربا، كما اعتدى مستوطن متطرف على الطفل أمير البربري (10 أعوام) في منطقة باب العامود.
مخططات استيطانية واقتصادية وتهويدية
سجّل قسم التوثيق في المقدسي المخططات الاستيطانية وما قامت به سلطات الاحتلال فعليا على أرض الواقع لخدمة أهدافها الاستيطانية في مدينة القدس، حيث أعلن رئيس بلدية الاحتلال عن مخطط بناء مستوطنة جديدة قرب مبنى البرلمان الفلسطيني في بلدة أبو ديس يحتوي على 300 وحدة سكنية، وقد عرض رئيس البلدية استصدار تراخيص لـ1000 وحدة سكنية شرقي القدس للفلسطينيين في المقابل، كما أعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية طرح عطاءات لبناء 872 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة جبل أبو غنيم المعروفة باسم هار حوما.
كما صادقت اللجنة المحلية للتنظيم والبناء على مخطط إقامة كلية عسكرية على جبل سكوبوس شرقي القدس على مساحة 40 دونما وعلى مخطط بناء فندق مكون من 1100 غرفة في منطقة بيت صفافا، كما صادقت على مخطط لبناء 2610 وحدة استيطانية في مستوطنة جفعات همطوس في منطقة شارع الخليل ومستوطنة غيلو.
وأصدرت حكومة الاحتلال بالتنسيق مع الإدارة المدنية لجيش الاحتلال قرارا بتوسيع مستوطنة آدم شمالي القدس لتصبح ثلاثة أضعاف حجمها، مستولية بذلك على المزيد من الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنة، بالإضافة إلى صدور قرار بتثبيت بؤرة استيطانية عشوائية أقيمت مؤخرا في منطقة النبي صالح وقد رصدت الحكومة مبلغ 5 ملايين شيقل لإقامة 11 وحدة استيطانية هناك، وسيتم إضافة 22 وحدة جديدة لاحقا بعد استكمال البنية التحتية.
ورفضت المحكمة العليا، حسب المقدسي، التماسا تقدم به ورثة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني ضد دولة الاحتلال وحارس أملاك الغائبين والملياردير الأميركي مسكوفيتش في محاولة لاستعادة منزل المفتي وفندق شيبرد في الشيخ جراح.
وخلال هذا الشهر قامت آليات تابعة لسلطات الاحتلال بعمليات تجريف وزرع قبور يهودية في منطقة وادي الربابة قرب حي البستان، حيث تهدف سلطات الاحتلال إلى طمس معالم المنطقة وصبغها بطابع يهودي.
كما قامت آليات تابعة لسلطات الاحتلال بحملة تجريف واسعة في أراض زراعية في قلنديا كجزء من مخطط إقامة مقاطع جديدة من جدار الفصل العنصري في المنطقة وإقامة حدائق تلمودية بهدف عزل البلدة والاستيلاء على أراضيها، واعتدت قوات جيش الاحتلال على عائلة المواطن محمود عوض الله وحاولت إجباره على إخلاء منزله ليتم مصادرته.
انتهاك حرية أداء الشعائر الدينية والاعتداء على المقدسات
اقتحمت مجموعات من المستوطنين، خلال هذا الشهر، باحات المسجد الأقصى المبارك وتجولت به للاحتفال بالأعياد اليهودية تحت حماية قوات الشرطة والجيش، حيث دعت قيادات متطرفة إلى هذا الاقتحام بمناسبة العيد، وقد تصدى للمستوطنين عدد من المرابطين داخل المسجد الأقصى وحراس المسجد، وأصيب عدد من المواطنين وأحد سدنة المسجد الأقصى وهو خالد أبو نجمة بجروح طفيفة جراء اعتداء المستوطنين عليهم بالضرب.
كما أصدرت قيادة جيش الاحتلال، حسب المقدس، قرارا بمنع الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى من دخول المسجد مدة شهرين، ويذكر أن هذا هو ثالث قرار عسكري بحق الشيخ لمنعه من دخول المسجد.
كما أصدرت أمرا عسكريا يقضي بإبعاد مدير مؤسسة عمارة الأقصى حكمت نعامنة وأحد موظفي المؤسسة وهو محمد الشرف، عن المسجد الأقصى لمدة شهر.