الطفل العامل هو كل طفل يتراوح عمره بين (5-17عاما) ويباشر شغلا أو عملا معيناً سواء كان لحساب الغير بأجر أو لحسابه الخاص أو بدون أجر لمصلحة العائلة.
يعد تشغيل الأطفال انتهاكا للمواثيق الدولية ويحط من كرامة الطفل وإنسانيته واستغلاله لفقره وحاجته للعمل ولظروفه السيئة، حيث تعتبر ظاهرة عمالة الأطفال مشكلة عالمية نتيجة للأعداد الهائلة للأطفال الذين يلتحقون بسوق العمل سنويا، وفئة الأعمال التي يمارسونها حيث يلتحق أغلبهم في سلسلة من الأعمال المجهدة والخطرة.
ويرجع السبب الرئيسي لظاهرة عمالة الأطفال إلى الفقر الشديد الذي تعاني منه أسر الأطفال الذين يلجئون إلى سوق العمل عادة.
بلغت نسبة الفقر حسب الدخل الشهري للأسرة في قطاع غزة 76.9% بواقع 78.9% بين الأسر التي لديها أطفال مقابل63.7% بين الأسر التي ليس لديها أطفال، مقارنة مع 47.2% من الأسر في الضفة الغربية فقيرة، بواقع 48.6% بين الأسر التي لديها أطفال مقابل 41.3% من الأسر التي ليس لديها أطفال.
ويزداد معدل انتشار الفقر مع ازدياد عدد الأطفال بين الأسر، وتعتبر الأسر التي لديها طفل أو اثنين أقل عرضة لانتشار الفقر، فقد بلغت نسبة الفقر للأسر التي لديها طفل أو طفلان 49.8%، مقارنه مع الأسر التي لديها سبعة أطفال فأكثر فقد بلغت النسبة 79.7% خلال العام 2007.
في حين بينت نتائج مسح القوى العاملة في العام 2008، أن نسبة الأطفال العاملين سواءً بأجر أو بدون أجر (أعضاء أسرة غير مدفوعي الأجر) بلغت 3.7% من إجمالي عدد الأطفال العاملين، بواقع 5.3% في الضفة الغربية و1.2% في قطاع غزة. وأن أكثر من ثلثي هؤلاء الأطفال العاملين (67.6%) يعملون لـدى أسرهم بدون أجر (91.6% من بين الإناث العاملات و64.1% من بين الذكور العاملين)، مقابل 25.6% يعملون كمستخدمين بأجر لدى الغير (7.0% من بين الإناث العاملات و28.4% من بين الذكور العاملين) خلال العام 2008.
وحول القطاع الذي يعمل فيه الأطفال أظهرت البيانات أن 45.4% من الأطفال العاملين في الأراضي الفلسطينية يعملون في قطاع الزراعة بـواقع 49.7% في الضفة الغربية و17.1% في قطاع غزة، و29.6% يعملون في قطاع التجارة والمطاعم والفنادق بواقع 23.8% في الضفة الغربية و69.5% في قطاع غزة، أما العاملون في التعدين والمحاجر والصناعة التحويلية فقد بلغت نسبتهم 13.8% بواقع 14.9% في الضفة الغربية و5.8% في قطاع غزة، في حين بلغت نسبة العاملين في قطاع البناء 7.5% بواقع 8.5% في الضفة الغربية و0.5% في قطاع غزة خلال العام 2008.
جدول يوضح نسبة الأطفال (10-17 سنة) العاملين من إجمالي الأطفال في الأراضي الفلسطينية حسب حالة الالتحاق بالمدرسة والجنس والمنطقة، 2007
حالة الالتحاق بالمدرسة والجنس |
الأراضي الفلسطينية |
المنطقة |
قطاع غزة |
كلا الجنسين |
|||
ملتحق |
3.2 |
4.8 |
0.7 |
غير ملتحق |
24.5 |
29.7 |
14.9 |
المجموع |
4.4 |
6.3 |
1.5 |
ذكور |
|||
ملتحق |
5.4 |
7.9 |
1.4 |
غير ملتحق |
34.2 |
40.2 |
22.7 |
المجموع |
7.5 |
10.5 |
2.8 |
إناث |
|||
ملتحق |
1.1 |
1.8 |
- |
غير ملتحق |
4.4 |
70.5 |
- |
المجموع |
1.2 |
2.0 |
- |
جدول يوضح نسبة الأطفال (10-17 سنة) العاملين من إجمالي الأطفال في الأراضي الفلسطينية حسب فئات العمر والجنس والمنطقة، 2007
فئات العمر والجنس |
الأراضي الفلسطينية |
الضفة الغربية |
قطاع غزة |
كلا الجنسين |
|||
10-14 |
3.0 |
4.5 |
0.6 |
15-17 |
7.1 |
9.6 |
3.0 |
المجموع |
4.4 |
6.3 |
1.5 |
ذكور |
|||
10-14 |
4.9 |
7.3 |
1.1 |
15-17 |
12.5 |
16.4 |
6.1 |
المجموع |
7.5 |
10.5 |
2.8 |
إناث |
|||
10-14 |
1.0 |
1.7 |
- |
15-17 |
1.6 |
2.6 |
- |
المجموع |
1.2 |
2.0 |
- |
وفي الأراضي الفلسطينية يشكل الأطفال من الفئة العمرية 5 -17 القسم الأكبر من السكان حيث بلغ عددهم حسب إحصاءات الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني 1313663 فرداً أي ما نسبته 34.9% من إجمالي عدد السكان بلغ عدد الأطفال العاملين منهم 40139 طفل في منصف عام 2005
جدول يوضح نسبة عدد الأطفال العاملين حسب فئات العمر والجنس وحالة العمل 2005
فئات العمر والجنس |
يعمل |
لا يعمل |
كلا الجنسين | ||
5-9 |
0.8 |
99.2 |
10-14 |
3.5 |
96.5 |
15-17 |
7.2 |
92.8 |
ذكور | ||
5-9 |
1.4 |
98.6 |
10-14 |
5.9 |
94.1 |
15-17 |
13.1 |
86.9 |
إناث | ||
5-9 |
0.3 |
99.7 |
10-14 |
1.0 |
99.0 |
15-17 |
1.2 |
98.8 |
الضفة الغربية | ||
5-9 |
1.2 |
98.8 |
10-14 |
4.5 |
95.5 |
15-17 |
8.4 |
91.6 |
قطاع غزة | ||
5-9 |
0.3 |
99.7 |
10-14 |
1.9 |
98.1 |
15-17 |
5.3 |
94.7 |
ومن الملاحظ هنا أن نسبة الأطفال العاملين كانت الأعلى في الضفة الغربية عنها في قطاع غزة وكانت بنسبته 3.8 في الضفة مقابل 1.9% في قطاع غزة ويرجع ذلك إلى أن ظروف العمل المتاحة للأطفال للعمل في الضفة الغربية أكثر من قطاع غزة نظرا لعمل الأطفال عادة مع أسرهم في الزراعة والحراثة والأرض.
أما بالنسبة للجنس فمن الواضح أيضا أن الذكور هم النسبة الأكبر للعاملين الأطفال حيث بلغ عددهم على مستوى الأراضي الفلسطينية 35.433 طفل أي ما يعادل 88.3% من مجمل الأطفال العاملين في حين كانت النسبة للإناث 11.7% من مجمل الأطفال العاملين على مستوى الأراضي الفلسطينية وكان عددهم 4.706 طفلة عاملة ويرجع ذلك بالطبع للعادات والتقاليد السائدة في المجتمع الفلسطيني.
ويتضح من النتائج أيضا إلى أنه كلما ارتفع عمر الطفل كانت نسبة العمل أعلى منها في مراحل مبكرة، حيث بلغت أقصاها إلى 7.2% للفئة العمرية 15-17 سنة. كما كانت نسبة الأطفال العاملين في المناطق الريفية هي الأعلى مقارنة مع المدن والمخيمات حيث كانت كالتالي:
4.6% ريف.
2.6% حضر.
1.8% مخيمات
ويرجع ذلك إلى أن سمات المجتمعات الريفية تتسم باتساع الأراضي الزراعية وانتشار الأعمال التي تخص الأسرة مثل الزراعة والري وتربية الحيوانات وغيرها من الأعمال إضافة إلى ارتفاع معدلات الفقر خصوصا في المناطق الريفية نتيجة عدم تنوع مصادر الدخل والاعتماد الأساسي للأسر على ما تنتجه من المحاصيل الزراعية الأمر الذي يدفع الأسرة إلى السماح لأبنائها بالخروج في سن مبكرة عادة إلى سوق العمل إما لمساعدتها للمساهمة في رفع مستوى دخل العائلة وإبعاد شبح الفقر عنها.
توزيع الأطفال العاملين حسب النشاط الاقتصادي:
تشير الإحصاءات إلى أن النسبة الكبرى من عدد الأطفال العاملين تعمل في قطاع الزراعة حيث بلغت نسبة الأطفال العاملين في قطاع الزراعة 46.1% من إجمالي عدد الأطفال العاملين ويرجع ارتفاع هذه النسبة إلى طبيعة المجتمع الفلسطيني كمجتمع زراعي إذ تعمل الكثير من الآسر على تشغيل أطفالها وبدون اجر في أعمال الزراعة وتشير الإحصاءات إلى أن ظاهرة تشغيل الأطفال في القطاع الزراعي تكثر في الضفة الغربية إذ بلغت نسبة العاملين منهم في قطاع الزراعة 52.5% ما إجمالي عدد العاملين في هذا القطاع يقابله 25.4% في قطاع غزة.
ويأتي قطاع التجارة والمطاعم والفنادق في المرتبة الثانية من حيث تشغيل الأطفال إذ ضمت 29.1% من إجمالي عدد الأطفال العاملين ثم قطاع التعدين والصناعات التحويلية وضمت 14.1% من عدد الأطفال العاملين يليها قطاع البناء 6.6% وأخيرا الفروع الأخرى 4.1%.
الأطفال العاملين حسب الحالة العملية:
بينت نتائج المسح الوطني لعمل الأطفال بأن ثلثي العاملين الأطفال في الأراضي الفلسطينية أي ما يقارب (67.4%) يعملون لدى أسرهم بدون أجر بواقع 87.8% للإناث و 64.8% للذكور.وترجع زيادة نسبة الإناث عنها للذكور إلى إشراك الإناث في الأعمال المنزلية ا داخل الأسرة أكثر من الذكور مثل الزراعة في الحقل – تربية الدواجن – الصناعات الغذائية المنزلية، التطريز والاهتمام بالأعمال المنزلية بدلاً من الأم نظراُ لخروج الأم إلى العمل و مساعدة زوجها في الزراعة وغيرها من الأعمال ويشير الجدول التالي إلى التوزيع النسبي للأطفال العاملين حسب الحالة العملية
الحالة العملية |
المنطقة | ||||||
الضفة الغربية |
قطاع غزة |
الأراضي الفلسطينية | |||||
ذكور |
إناث |
ذكور |
إناث |
ذكور |
إناث | ||
مستخدمو بأجر |
25.8 |
5.6 |
45.8 |
21.7 |
30.7 |
8.7 | |
صاحب عمل/ يعمل لحسابه الخاص |
5.8 |
4.4 |
3.5 |
- |
4.7 |
3.5 | |
عضو أسرة غير مدفوع الأجر |
69.2 |
9.0 |
50.7 |
78.3 |
64.6 |
87.8 | |
المجموع |
100 |
100 |
100 |
100 |
100 |
100 | |
نسبة الأطفال العاملين |
6.5 |
1.0 |
3.3 |
6.4 |
5.3 |
0.7 | |
عدد الأطفال العاملون |
26.879 |
3.815 |
8.554 |
891 |
35.433 |
4.706 |
تشير الإحصاءات حول ظروف عمل الأطفال إلى إن 19.9 % منهم لا يتمتعون بتأمين صحي حيث تقوم أسرهم بتغطية نفقات علاجهم في حالة تعرضهم الإصابات وقد بلغت نسبة الأطفال العاملين التي تتحمل أسرهم نفقات علاجهم 62.1% من إجمالي عدد الأطفال العاملين، كما تشير الإحصاءات إلى أن 53.6%من الأطفال العاملين يمتلكون وسائل وقاية أما الباقي 46.4% لا تتوفر لهم وسائل الوقاية والحماية أثناء العمل.
وبالنسبة للأجور فقد أوضحت الإحصاءات إلى أن 44.1% من الأطفال العاملين تتسلم أسرهم أجورهم وتشير هذه النسبة إلى مدى اعتماد العديد من الأسر على عمل الأطفال في مساعدتها في تغطية نفقاتها.والجدول التالي يشير إلى ظروف عمل الأطفال.
أهم المؤشرات المتعلقة بظروف عمل الأطفال العاملين حسب المنطقة للعام 2005
موقف الطفل اتجاه ظروف عمله:
عند سؤال الطفل العامل عن ظروف عمله والإطلاع على رأيه في العمل الذي يقوم به، ومدى قدرته الجسدية والمعنوية والمادية وظروف عمله، أفادت النتائج:
1.16.8% من الأطفال العاملين غير راضيين عن ظروف عملهم.
2.23.4% من الأطفال العاملين يواجهون مشاكل في العمل.
3.91.8% أن العلاقة مع رب العمل جيدة.
أسباب توجه الطفل لسوق العمل:
إن الوضع الاقتصادي السيئ للأسر الفلسطينية هو من أهم الأسباب والدوافع إلى لجوء الأطفال إلى التوجه لسوق العمل حيث بلغت النسبة 71.0% يعملون بسبب الحاجة الاقتصادية. يليها أيضا مساعدة العائلة في مشروع معين وهو دافع أيضا للمشاركة في رفع دخل الأسرة حيث بلغت النسبة 51.4% أما على مستوى المنطقة فكانت:
الضفة الغربية: 75.2%
قطاع غزة: 56.6%.
وهذا يرجع بالطبع إلى أن طبيعة المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية والقرى والأراضي الزراعية التي يملكها سكان الضفة الغربية من زراعة وحراجة وتربية حيوانات وغيرها.
المصادر:
- الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، 2009.
- كتاب فلسطين الإحصائي السنوي رقم 9 للعام 2008.
- جهاز الإحصاء المركزي – مسح عن عمل الأطفال، 2004
وفا - مركز المعلومات