القدس عاصمة فلسطين/ رام الله 5-4-2018 وفا- معن الريماوي
ينعم أطفال العالم بطفولتهم، بينما يعيش الطفل الفلسطيني ظروفا نفسية صعبة، ولا يزالون يعانون من أبسط حقوقهم في التمتع بطفولتهم البريئة، وحقهم في الحياة، جراء الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم.
وتكشف مناسبة يوم الطفل الفلسطيني التي تصادف اليوم، الخامس من نيسان، فداحة المحنة التي يعيشها آلاف الأطفال الفلسطينيين بفعل ممارسات الاحتلال، وعوامل أخرى كثيرة ما كان لها أن تكون لولا وجود الاحتلال ذاته.
وأظهر شريط فيديو نشرته عائلة الطفل محمود ماضي "14 عاما" من مخيم العروب شمال مدينة الخليل قبل أيام قليلة، اقتحام 40 من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح منزل العائلة بطريقة وحشية، واعتقال محمود، والاعتداء على أخيه خضر.
الطفل محمود يعاني من آثار رصاصة مطاطية أصابته في رأسه قبل أربعة أعوام، أثناء وقوفه على نافذة منزل العائلة الذي يقع قرب الطريق الالتفافي 60 شمال الخليل، وتسببت بكسر في جمجمته.
يقول مختصون ومهتمون بمتابعة شؤون الأطفال في فلسطين "لا يمكن الوقوف على القائمة الطويلة من ضحايا الممارسات والإجراءات البشعة التي يمارسها جنود الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين، من قتل وجرح وترهيب وترويع وحرمان".
وتقول الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في بيان لها نُشر لمناسبة يوم الطفل الفلسطيني، "إن أطفال فلسطين من أكثر الأطفال معاناة على مستوى العالم، جراء ممارسات الاحتلال الذي اقترف العديد من الانتهاكات لحقوق الإنسان الفلسطيني، راح ضحيتها الآلاف من الأطفال والشبان".
ووفق إحصائيات نادي الأسير، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت خلال العام الحالي أكثر من 350 طفلا، بينهم 8 قاصرات.
واعتقلت في العام الماضي (1467) طفلا، ووضعت قرابة (100) طفل رهن الاعتقال المنزلي، فيما يقبع ثمانية أطفال في مراكز خاصّة بالأحداث تابعة للاحتلال.
كما اعتقلت سلطات الاحتلال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى ما لا يقل عن (7000) طفل فلسطيني، تتراوح أعمارهم بين (12-18 عاما)، علما أن العديد من الأطفال الذين اعتقلوا وهم أقل من السّن القانونية، اجتازوا الثامنة عشرة وما زالوا رهن الاحتجاز.
وقالت مسؤولة الإعلام في نادي الأسير أماني سراحنة، "منذ اندلاع الهبّة الشعبية في تشرين الأول عام 2015، ارتفع عدد الأطفال الفلسطينيين في سجون الاحتلال الى أعلى مستوى له منذ شهر شباط 2009، حيث تجاوز عددهم (400) طفل في بعض الأشهر، كان من بينهم (116) طفلا تراوحت أعمارهم بين (12 و15 عاما)، وهو أعلى رقم مسجّل منذ شهر كانون الثاني من عام 2008، العام الذي بدأت فيه "مصلحة سجون الاحتلال" الإفصاح عن أعداد الأطفال المعتقلين لديها."
وأضافت، أن قوات الاحتلال تمارس العديد من الانتهاكات بحقّ الأسرى الأطفال منذ لحظة إلقاء القبض عليهم، وطريقة توقيفهم بالقوة وقسوة التعامل التي لا تتماشي مع اتفاقيات حقوق الطفل، أو اقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل إلى مراكز التحقيق.
وتؤكد اتفاقية حقوق الطفل التي سُنت عام 1989، وهي أول اتفاقيّة دوليّة تلزم قانونيّا بحماية حقوق جميع الأطفال في العالم، بضمان حقوق الإنسان وحمايته.