رام الله- معا- لامس شغف ولهفة أطفال مخيمات لبنان لتعلم الموسيقى قلوب
الأساتذة الفلسطينيين الذين أجروا لهم تجارب الأداء، فقبلوا جميعاً تمهيداً
لإدخالهم في المعهد الوطني العالي اللبناني للموسيقى– الكونسرفوتوار ضمن
مشروع نغمات أمل الذي بدأ معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى تنفيذه أواخر
تموز بالتعاون مع المعهد اللبناني ومؤسسة مركز المعلومات العربي للفنون
الشعبية- الجنى والتي تعمل مع المجتمعات المحلية التي تعاني من التهميش في
لبنان.
وقد جرى لقاء 45 طفلاً وطفلة ممن ولدت موهبتهم من شرارة
توقهم للمس الآلات وتعلمها، حيث تم قبولهم ومن ثم العمل على إدراجهم وتسهيل
التحاقهم في المعهد الوطني العالي اللبناني للموسيقى لتعلم الموسيقى بداية
أيلول المقبل جنباً إلى جنب مع الطلبة اللبنانيين.
من المدرسة
التي تحمل اسم مدينة برمانا التي يلقبها اللبنانيون بمدينة الورود، نثر
الأستاذان في المعهد الوطني للموسيقى أحمد الخطيب ومحمد فضل الورود على
أحلام الأطفال فرأوا في جميعهم الموهبة الدفينة المتوارثة من الأسلاف،
فساهم المعهد من خلالهم وبالتعاون مع ستة أساتذة فلسطينيين من الأردن في
إضاءة طريق الأمل لنغمات ستشكل في المستقبل نواة لقاعدة موسيقية عمادها
فلسطينيو اللجوء.
أستاذ العود وصديق المعهد احمد الخطيب الذي تمكن
مؤخراً بصعوبة بالغة من دخول الوطن بعد تسع سنوات من المنع للمشاركة في
اوركسترا فلسطين للشباب للعام 2011، وصف تجربته في برمانا مع أطفال مخيمات
لبنان، حيث قال: " كان أمراً غريباً ومدهشاً أن يتم قبولهم جميعاً
لامتلاكهم موهبة ملحوظة، على الرغم من غياب أي خلفية موسيقية أو دراسة ما
لهم...ربما السبب كان الإبداع الذي يولد من رحم المعاناة".
وأشار
الخطيب فلسطيني الأصل والمقيم حالياً في السويد، إلى أنه يعرف ما يعني
المخيم حيث أنه ولد وعاش في مخيم اربد، الأردن، ولذلك فهو يعلم أن حياة ابن
المخيم ليست بالسهلة وتحديداً في لبنان، حيث يتعذر على اللاجئ الاندماج في
المجتمع، كما إن إمكانيات اللاجئ المادية متواضعة إن لم تكن شحيحة جداً.
وختم
الخطيب:" اسم المشروع الذي ينفذه معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى ضمن
رسالته المنادية بنشر وتعميم الموسيقى للجميع، قد جاء معبراً عن الأمل الذي
تعنيه الموسيقى في أحد جوانبها".
أما مدير عام المعهد الوطني
للموسيقى سهيل خوري فذكر أن المشروع يهدف إلى نشر ثقافة الموسيقى بين
الأطفال في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وتعزيز الهوية الثقافية
الفلسطينية من خلال الموسيقى في لبنان، وإعطاء الأطفال هناك فرصة المشاركة
في النشاطات الموسيقية والثقافية.
وستتم معاملة الطلبة الفلسطينيين
في المعهد اللبناني إداريا وماليا كالطلبة اللبنانيين، على أن يتكفل المعهد
الوطني للموسيقى بتغطية كافة تكاليف تعليمهم والتي تشمل رسوم التسجيل
والقسط وشراء الآلات الموسيقية والكتب التعليمية. وبعد التحاق الطلبة يتابع
المعهدان تطورهم والتزامهم في التعليم الموسيقي بشكل دائم ودوري.
وقد
تحقق مشروع نغمات أمل بدعم مشكور من الأصدقاء: السيد باسم خوري المدير
العام لمصنع دار الشفاء وعضو مجلس المشرفين في المعهد، والسيد حسان حمودة
والسيدة سيرين المصري، ومؤسسة التعليم الدولي من خلال مؤسسة فورد، بالإضافة
إلى مساهمات مشكورة من أصدقاء المعهد.
جدير ذكره الإشارة إلى أن
الكونسرفتوار اللبناني قد تأسس عام 1939، وله عدة فروع موزعة على عدة مدن
لبنانية، ويلتحق فيه سنوياً 4800 طالب وطالبة يتتلمذون على أيدي 250
بروفيسوراً في الموسيقى، أما مؤسسة الجنى الشريكة فهي تعنى بشؤون الفئات
المهمشة في لبنان، بحيث تساهم في بناء قدراتهم وتوثيق خبراتهم ومساهماتهم
الثقافية المختلفة، ومن خلال عمل المؤسسة في مجال الفنون يتم إصدار موارد
تعليمية مبدعة للأطفال والشباب، لقناعتها في قدرتهم الخلاقة على التغيير.
أما
معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى فقد تأسس عام 1993 وله أربعة فروع في
القدس ورام الله وبيت لحم ونابلس، عدا عن برنامج التعليم الخارجي الذي يعلم
الموسيقى لأطفال المناطق المهمشة والنائية، ينتسب للمعهد سنوياً 700-800
طالب وطالبة.