غزة 3-7-2011 وفا– محمد أبو فياض
على شكل فراشة جميلة ملونة، وحركات بهلوانية لافتة وجذابة ومميزة، شد الطفل مصطفى عمر انتباه المصطافين على شاطئ غزة من خلال عروض السيرك التي قدمها برفقة أقرانه، لا سيما الأطفال منهم.
فتحت حرارة الشمس الحارقة، وعلى أنغام هدير وتلاطم أمواج البحر، نجح الطفل مصطفى وزملاؤه في إدخال البسمة على متفرجيه من صغار وكبار، تحلقوا حوله في مشهد يندر حدوثه في قطاع غزة الذي يفتقر أهله لمجالات الترفيه واللعب.
لون مصطفى وبهلوانيوه من ذكور وإناث وجوهم بألوان شتى، وأشكال عدة أبرزت عيونهم وأنوفهم وشفاههم في محاولة ناجحة منهم لجذب المارة، ليصبحوا ضمن أول مجموعة أطفال يدخلون عالم السيرك الجديد للقطاع.
يقول مصطفى: منذ كنت طفلا صغيرا كنت أشاهد السيرك على التلفزيون, وكنت أتمنى أن أصبح مهرجا لأدخل البهجة والسرور بقلوب الناس, وعندما علمت عن مركز من أجل أطفال فلسطين واهتمامه بالسيرك سارعت بالاشتراك به لأمارس هوايتي السيرك والتهريج، وتدربت على ألعاب السيرك مثل الطبب والفراشات والديفل.
وعدا مصطفى، يمكن مشاهدة طفلات صغيرات يمارسن المسرح الصامت, ويعرضن السرك لإدخال البهجة على المصطافين في حدث تمنى الأطفال وأهلهم استمراره طيلة الإجازة.
مركز من أجل أطفال فلسطين التابع لجمعية ابن خلدون للتنمية المجتمعية نظم هذه الفعالية التي استهدف من خلالها الأطفال من سن 6- 16 سنة، في المجال الثقافة، والفن، والنفسي والإجتماعي، إيمانا من المركز والجمعية بأن أطفال فلسطين بحاجة ماسة إلى التدخل الدائم والمستمر على شتى أصعدة حياتهم ليوفروا لهم ما يحتاجونه لمحاولة رسم البسمة على وجوههم.
ويعتبر السيرك ضمن هذه الفعالية، التي تحوي زوايا عمل عدة ومجموعات مختلفة تعمل في الأغاني وفي المسرح وفي الألعاب وفي الفن التشكيلي والمطالعة والقراءة ويتم استهدافها في أنشطة الدعم النفسي والاجتماعي والتي تنفذ في مركز من أجل أطفال فلسطين.
وقال مدير المركز عبد الله أبو زعيتر: إن المركز يعمل بشكل رئيسي من خلال مدرسة السرك التي تدرب خلالها 25 طفلا تتراوح أعمارهم من 6 إلى 14 عاما على أدوات السيرك والمهرجين والألعاب الرياضية والبهلوانية حيث يلونون وجوهم ويرتدون ملابس خاصة بالتهريج والسيرك.
وأضاف: إن مدرسة السيرك التي تدرب خلالها الـ25 طفلا تم تخريجهم كفوج أول في المرحلة الأولى في إطار مبادرة مهرجان على شاطئ بحر غزة والذي تخلله مسابقات عدة مع الأطفال والمصطافين الكثر الذين تجمعوا في محيط خشبة المسرح التي كانت بمثابة الرحلة السريعة التي أخذت الأطفال وأهاليهم إلى عالم خارجي فيه الفرح والمرح أسياد الموقف.
وتابع: إن هذا العرض يأتي في إطار سلسلة عروض ستتم على شواطئ محافظات قطاع غزة، مع العلم أن يوم الخميس المقبل سيتخلله عروض عدة على بحر بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، ليتم السير باتجاه المحافظات الوسطى والجنوبية.
وذكر أن 25 طفلا من سكان مدينة غزة تدربوا على الاستعراضات الرياضية من خلال السرك خلال مدة شهرين, وأبدى الأطفال رغبتهم في التعلم واكتساب مهارات السيرك.
وبين أبو زعيتر، الذي تدرب على يد فرنسيين، أن السيرك والتهريج يرفه عن نفس الأطفال ويجعلهم قادرين على التعبير عما يدور بدخلهم بطريقة صامته، مشيرا إلى أن المركز يقدم أنشطة مختلفة وأن هذا المشروع مستمر وفى مراحله الأولى لتكون بذلك انطلاقة، وأولى مراحل التطور لتأسيس مدرسة سيرك في قطاع غزة.
وفي تلك الأجواء تبقي أحلام الأطفال تحلق في فضاء غزة ترسم ملامح مستقبلها كما تريد ومثلما تريد وبأي شكل تريد، قال أبو زعيتر.