القاهرة 29-6-2011وفا- أكدت جامعة الدول العربية أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل إتاحة التعليم للأطفال، خاصة في الدول التي تواجه أزمات وكوارث وتوفير الدعم اللازم لها في مواجهة هذه المخاطر.
جاء ذلك في كلمة مدير إدارة الأسرة والطفولة بالجامعة منى كامل، أمام أعمال المؤتمر الإقليمي العربي حول حق الأطفال في التعليم في حالات الطوارئ، والذي بدأت أعماله هنا اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وذلك بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ الطفل والبنك الدولي، وبمشاركة عدد من المسؤولين من الجهات المعنية بالطفولة والتعليم في الدول العربية، والمنظمات العربية والدولية المتخصصة ومنظمات المجتمع المدني العربي ذات الصلة.
وأشارت كامل إلى أهمية هذا المؤتمر الذي ينعقد في توقيت بالغ الدقة في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة وما تشهده من تحولات وتغييرات، وذلك بهدف تعزيز الجهود المبذولة التي تنادي بالتدخل الفوري لضمان حقوق الأطفال في العالم العربي، وخاصة الطفل الفلسطيني الذي يعاني في تحصيل الحقوق المخصصة له في ظل الاحتلال الإسرائيلي والعوائق التي يفرضها لعدم استكمالهم من المسيرة التعليمية في حالات الطوارئ، كما يأتي إيمانا من الجامعة العربية بأهمية ضمان حقوق الأطفال، الأمر الذي تجلى في إدراج الموضوعات ذات الصلة على جدول أعمال المجالس الوزارية المتخصصة ومؤتمرات القمة منذ مؤتمر عمان في مارس 2001 وحتى قمة سرت 2010 .
وقالت ان المؤتمر يسعى للخروج بإطار عمل عربي يضمن حق الطفل في التعليم خلال حالات الطوارئ، وهو ما يعد إضافة تفصيلية لما ورد في الخطط والمواثيق العربية، والى الاستفادة من مبادرة عليم الإقليمية التي تنفذها مؤسسة إنقاذ الطفل، في سياق رصد وتعميم التعليم في حالات الطوارئ حيث سبق للمؤسسة وشركائها العمل في الأردن ولبنان وفلسطين واليمن ومصر لتعزيز حقوق ومشاركة الأطفال من خلال التعليم في حالات الطوارئ .
وأكدت كامل أهمية مواصلة الجهود من اجل وضع خطط للتعليم في حالة الطوارئ وتقديم التعليم المتميز وفق معايير الجودة، داعية إلى إجراء الدراسات المسحية الأولية لتشخيص الوضع الحالي ومدى استعداد منظومة التعليم في المنطقة العربية لمواجهة الظروف الطارئة والتعرف على مستوى المهارة في إدارتها، بالإضافة إلى إعداد أدلة تدريبية للمعلمين حول أساليب التعامل مع الأطفال في حالات الطوارئ .
وطالبت الحكومات ومنظمات المجتمع المدني ووكالات التنمية ووسائل الإعلام العام والخاص لتعزيز علاقات التعاون والتنسيق فيما بينها حتى ينال الأطفال حقهم غير القابل للتصرف في التعليم الجيد.
من جانبه أكد السيد ماك كورماك رئيس مؤسسة إنقاذ الطفل أهمية تعظيم الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص لانجاز مشروعات تتصدى للأمية وتتيح التعليم للأطفال، لافتا إلى الدور الذي تلعبه مؤسسات التمويل الدولية غير الحكومية والتي يأتي منها 60 بالمائة من حجم التمويلات المخصصة لتطوير التعليم والصحة ومكافحة البطالة حول العالم .
وأشار إلى أنه في ظل المتغيرات السياسية التي يشهدها العالم، بالإضافة إلى التغييرات المناخية وما تفرضه من مستجدات، فان الأمر يستدعي مزيدا من التعاون بين الشركاء الدوليين لخلق أجيال أفضل خلال الفترة المقبلة
ومن جانبها، أكدت ممثلة البنك الدولي صبا المبسلط ان عام 2011 شهد الكثير من النزاعات المتعلقة بالأمن وعدم تحقيق العدالة وتفشى البطالة،لافتة إلى ضرورة علاج هذه الأسباب حتى لا تزيد من تداعيات المشكلات التي ترتبت على النزاعات، والعمل على إعادة الاستقرار والبدء في تحسين مستوى العديد من القطاعات والتي يأتي في مقدمتها قطاع التعليم .
وعبرت عن استعداد البنك الدولي لاعتماد مبادرة لتحسين التعليم وتوفير الموارد اللازمة لتغطية احتياجات العملية التعليمية في العديد من مناطق العالم، مشددة على ان المنطقة العربية في أمس الحاجة لمثل هذه البرامج لتطوير منظومة التعليم بها.
من جهته، استعرض أمير سالم الناشط الحقوقي المصري المعاناة التي يتعرض لها الأطفال تحت الاحتلال لافتا إلى ان الأطفال الفلسطينيين يتم تشريدهم بسبب الاحتلال الإسرائيلي وتم تسليم 5 مليون طفل الأونروا، كما أضيف للاجئين حوالي 1.3 مليون طفل تم استضافتهم في مصر والأردن وسوريا، بالإضافة إلى معاناة الأطفال في العراق وانتشار ظاهرة الأطفال المجندين في السودان .
ويناقش المؤتمر على مدى يومين عددا من المحاور أهمها ضمان حق الطفل في التعليم في حالات الطوارئ في الدول العربية، ومبادرة تعليم الإقليمية، وإدراج التعليم كمكون أساسي في الخطط التي يتم وضعها في للاستعداد والاستجابة لحالات الطوارئ في المنطقة العربية، وصياغة ووضع توصيات بهدف إدراج تأمين التعليم كمكون أساسي في الخطط المستقبلية للاستجابة لحالات الطوارئ.
حيث رأس وفد فلسطين في الاجتماع مدير عام الإرشاد والتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم ريما محمد خضر، والدبلوماسي تامر الطيب عبد الرحيم من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية.