جنين اختار أطفال فروش بيت دجن شرق نابلس الاحتفال بيوم المياه العالمي على طريقتهم، فكتبوا رسائل للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولرئيس وزرائه د. سلام فياض، وأخرى لرئيس سلطة المياه د.شداد العتيلي، وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وعبروا بالرسم، خلال النشاط الذي أطلقته وزارة الإعلام ومجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين عن تعطشهم للمياه، في قرية سرق الاحتلال سر حياتها، وصار يزودها بسر حياتها بالقطارة.
وتوجهت الطفلة سوسن أبو عمارة في رسالتها للرئيس محمود عباس بالقول أنا طفلة أعيش حياة من الجحيم، فلا كهرباء ولا ماء ولا طرق ولا يسمح لنا الاحتلال ببناء البيوت ولا نشعر بالأمان ونقرأ ونكتب على ضوء الشمع ودعت سوسن رئيس دولتها لزيارة بلدتها ومشاهدة معاناتها
ووجهت عايشة عطيوي دعوة مماثلة في خطابها لرئيس الوزراء د سلام فياض فيما اختارت آثار أبو حنيش أن تسأل رئيس سلطة المياه د شداد العتيلي عن تصرفه الشخصي لو أنه استيقظ من النوم ذات يوم ولم يجد الماء مثلها ليغسل وجهه ماذا يفعل وحثته أن يزور القرية ويفعل لها شيئاً لتخفيف معاناتها، فالمياه لا تكاد تصل غير مرة في الأسبوع لمنازل المواطنين والانقطاع الكبير الذي استمر العام الماضي لثلاثة أشهرجعل الأطفال يعيشون هاجس الخوف
وخطت وسام قاسم أبو حنيش دعوة للأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، بان كي مون،
لزيارة القرية وليشاهد بأم عينه كيف أن الاحتلال حفر آباراً فيها وسلبها حقها في الشرب والزراعة والحياة ووجه سؤالاً للسيد كي مون عن معنى الاحتفال بيوم المياه العالمي لمن لا يمتلك المياه
فيما فضلّت عتاب حنيني أن توجه سطورها إلى من يمتلك الضمير فقالت باسم الزعتر في جبال النار وحلاوة برتقالنا وأغوارنا المسلوبة وشموخ التلال أتكلم، فلقد سرقوا أملنا وحياتنا، وسلبوا أوراق شجرتنا ونومنا وليلنا، وصرنا نشتاق إلى حبات اللؤلؤ
وتسللت إلى لوحات الأطفال مفارقة نهب الاحتلال ومعسكراته ومستوطناته للمياه، فرسمت إيمان عبد الغني واقع النهب والعطش، وصورت بلدتها جرداء مقابل مستوطنة خضراء
وعبرت براءة أبو حنيش عن فكرة البحر السليب والمحاصر من جانب الاحتلال، مقابل صحراء جرداء لأهالي القرية فيما اختزلت لوحة وصال هشام الحكاية بمستوطن إسرائيلي ينعم بحنفية مياه بمفرده، مقابل سبعة فلسطينيين يتقاسمون حنفية واحدة، في إشارة إلى الأرقام التي تحدثت عن أن المستوطن الإسرائيلي ينهب سبعة أضعاف ما يُسمح للمواطن الفلسطيني باستهلاكه
وحملت عشرات اللوحات مضامين مشابهة، جسدت كلها ألم المعاناة من نهب المياه وأختزل الطفل ناصر زياد المواطن الفلسطيني بعصفور عطش يفتش عن المياه
وقال رئيس مجلس القرية المحلي خضر أبو حنيش إن أطفال فروش بيت دجن يعانون الأمرين ويحرمون من أبسط حقوق الحياة وهم يترجمون واقعهم الأسود في يوم المياه العالمي.
فيما عبر مدير مدرسة القريةوهي البناء الوحيد من الأسمنت فيها توفيق الحاج محمد عن ألمه من تناقص أعداد التلاميذ، ففي العام 2000 كانوا 235 طالبة وطالبة، أما اليوم فتقلصوا إلى 175 بفعل إجراءات الاحتلال، وهدم المنشآت الزراعية ودعا الحاج محمد المؤسسات الفلسطينية إلى ضرورة الإسراع في تنفيذ برامج فعلية لدعم صمود المواطنين
وقال مدير فرع الشمال في مجموعة الهيدرولوجيين الفلسطينيين إن أهالي فروش بيت دجن يعانون ضائقة، فعلى الرغم من وجود شبكة مياه تغطي نحو 70% من تجمعاتها، إلا أن الأهالي لا يتزودون بالماء إلا بمزاج الشركة الإسرائيلية
وتطرق إلى المشاريع المائية التي نفذتها مجموعته في المنطقة للتخفيف من عطش المزارعين والمواطنين، بعد أن حفر الاحتلال ثلاثة آبار فيها
وأشار الكاتب الصحافي عبد الباسط خلف، إن هدف وزارة الإعلام من الاحتفال بيوم المياه العالمي في منطقة تعاني الجفاف والنهب الإسرائيلي لمياهها، لفت الأنظار أن الاحتلال لا يوفر شيئاً، ويمارس كل ألوان التضييق على المواطنين لترحليهم طواعية من المناطق الغورية والشفا غورية
وأضاف إن الوزارة والمجموعة سيطلقان معرضًا للصور والرسائل في طوباس ونابلس بداية نيسان، للتعبير عن بؤس الحياة وقصة النهب الذي لا يتوقف لمناسبة يوم المياه العالمي